من المرجح أن يتعكر صفو المخاطرة الذي يغذي ارتفاع أسواق الأسهم هذا العام، مع الرياح المعاكسة من الاضطرابات المصرفية، والصدمة النفطية وتباطؤ النمو الذي يستعد لإعادة الأسهم إلى أدنى مستوياتها في 2022، وفقاً لاستراتيجي بنك “جي بي مورغان” ماركو كولانوفيتش.
وكتب كولانوفيتش في مذكرة للعملاء: “أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى عدم وجود نية لخفض أسعار الفائدة هذا العام، ومع ذلك، فإن الأصول الخطرة تظهر ارتفاعاً غير مسبوق، مع تداول الأسهم الأوروبية بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق وتعويض الأسهم الأميركية عن خسائرها الأخيرة”. وقال “نتوقع انعكاساً في معنويات المخاطرة وإعادة اختبار السوق لأدنى مستوى سجله العام الماضي خلال الأشهر المقبلة”، وفقاً لما نقلته “بلومبرج”.
من وجهة نظره، فإن التدفقات الداخلة إلى الأسهم خلال الأسابيع القليلة الماضية “لا معنى لها” وكانت مدفوعة إلى حد كبير من قبل المستثمرين المنهجيين، والضغط الذي يتعرض له البائعين على المكشوف، وتراجع في مؤشر تقلب Cboe، أو VIX”.
ويعرف الاستثمار المنهجي أو “systematic investors” بأنه نهج استثماري يركز على الرؤى المستندة إلى البيانات والاختبار العلمي وتقنيات إنشاء المحفظة المنضبطة للبحث عن نتائج محفظة متنوعة.
فيما يطلق مصطلح “الضغط القصير” أو “short squeeze” على عمليات الشراء المدفوعة بإغلاق المراكز البيعية المفتوحة للبائعين على المكشوف، عندما تتجاوز نسبة الأسهم المباعة على المكشوف عدد الأسهم المتاحة للتداول، وتبدأ أسعار الأسهم أو المشتقات في الارتفاع وبالتالي يكون من الصعب على البائعين إيقاف خسائرهم ويضطرون للشراء لإغلاق المراكز المفتوحة ما يزيد من ارتفاع أسعار الأسهم.
كما يعرف “VIX” بمؤشر الخوف، والذي يقيس التقلب في عقود خيارات الأسهم في أكبر سوق للخيارات في الولايات المتحدة.
ويشير انخفاض مؤشر VIX إلى أقل من 20، وهو المستوى المرتبط بفترات أقل إجهاداً، إلى أن المستثمرين يعتقدون أن الأزمة المصرفية قد تم احتواؤها على المدى القريب. ومع ذلك، يصف كولانوفيتش خلفية السوق الحالية بأنها “الهدوء الذي يسبق العاصفة”.
يعد كولانوفيتش أحد أكبر المتفائلين في “وول ستريت” خلال معظم عمليات البيع في السوق العام الماضي، وقد عكس وجهة نظره منذ ذلك الحين، وخفض مخصصاته من الأسهم في منتصف ديسمبر ويناير ومارس بسبب التوقعات الاقتصادية الضعيفة هذا العام.
وظلت الأسهم مرنة هذا العام على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة التي أثرت على أرباح الشركات وتباطؤ النمو وأطلقت سلسلة من الانهيارات المصرفية في الولايات المتحدة وخارجها. كما ارتفع مؤشر S&P 500 القياسي بنسبة 7% في الربع الأول بعد انخفاضه بنسبة 20% تقريباً في عام 2022، في حين دفعت المكاسب عبر أسهم التكنولوجيا مؤشر ناسداك 100 للأعلى بنسبة 20% منذ بداية يناير إلى سوق صاعدة.
لقد أصبح الأداء المتفوق لقطاع التكنولوجيا أكثر تضخيماً مؤخراً مع تكثيف المتداولين للرهانات على أن ضغوط النظام المصرفي ستدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الضغط على المكابح في حملته للتشديد النقدي.
فيما كانت العقود الآجلة للأسهم الأميركية ثابتة يوم الثلاثاء، حيث انخفضت العقود في S&P 500 بنسبة أقل من 0.1% بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.2%.
وكتب كولانوفيتش: “من الجدير بالذكر الطبيعة الشبيهة بالأكورديون للمشاعر تجاه المخاطرة، حيث أنتجت المعدلات التقييدية مشكلة للعديد من صفقات الشراء بالهامش والتراجع الذي أعقب ذلك في العوائد والذي خفف بعض الضغط”. “على الرغم من أن البنوك المركزية لا تزال مستمرة في التشديد، إلا أن هناك أرضية للتغطية على مكافحة التضخم والرد على افتراض السوق بالتخفيضات، وبالتالي فإن المصدر الأصلي للضغط، والمعدلات الأعلى لفترة أطول، يمكن أن يغير الصورة”.
وقال المحللون الاستراتيجيون في “سيتي غروب” بما في ذلك كريس مونتاغو، إن صافي المراكز تحول بشكل واضح إلى اتجاه صعودي لمؤشر S&P 500 خلال الأسبوع الماضي. وكتبوا في مذكرة منفصلة يوم الاثنين أنه لا يزال هناك 15 مليار دولار من صفقات الضغط للبائعين على المكشوف، والتي يمكن أن تدعم الأسواق على المدى القريب.