شوهد مؤسس شركة علي بابا القابضة، جاك ما في الصين بعد أن أمضى شهوراً في الخارج في إشارة محتملة إلى أن بكين تتجه نحو عمالقة التكنولوجيا مرة أخرى بعد حملة دامت 18 شهراً على هذا القطاع.
وزار “ما”، مدرسة يونغو في هانغتشو، المدينة التي يقع فيها المقر الرئيسي لشركة “علي بابا”، للتحدث مع المعلمين حول كيفية توفير التعليم للأطفال في عصر الذكاء الاصطناعي، وفقاً لما نشرته المدرسة على موقع “WeChat”.
وقال الملياردير إن تقنيات مثل “ChatGPT” الشهيرة جلبت تحديات للتعليم، ولكن يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات، وفقاً لما نقلته شبكة سي ان بي سي عربية.
وتعد تلك المرة الأولى التي يظهر فيها “ما” علناً في الصين منذ العام الماضي، إذ سافر خارج الصين خلال الأشهر القليلة الماضية وشوهد في إسبانيا واليابان وتايلاند.
وتأتي عودة “ما” إلى الظهور بعد حملة مكثفة على إمبراطوريته بدأت في أواخر عام 2020 عندما اضطرت شركة آنت غروب، شركة التكنولوجيا المالية العملاقة، إلى تعليق إدراجها الضخم في هونغ كونغ وشنغهاي، بعد أن أدلى “ما” بتعليقات بدت منتقدة للجهة التنظيمية المالية في الصين قبل إلغاء الإدراج.
وبعد ذلك، شددت بكين اللوائح الخاصة بالقطاع المحلي. وتعرضت شركة علي بابا، التي أسسها “ما”، لغرامة مالية قدرها 2.6 مليار دولار لمكافحة الاحتكار في عام 2021.
وتخضع “آنت غروب” لإعادة هيكلة تحت إشراف البنك المركزي الصيني للامتثال للوائح بينما كان “ما” يتخلى ببطء عن السيطرة على شركة التكنولوجيا المالية.
يأتي ذلك، فيما أثار تشديد الصين للقواعد على قطاع التكنولوجيا مخاوف المستثمرين من أن الرئيس شي جين بينغ كان ينقلب على الشركات الخاصة ورجال الأعمال.
لكن الصين واجهت نمواً اقتصادياً ضعيفاً خلال العام الماضي بسبب سياسة “صفر كوفيد” لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي غضون ذلك، عملت بكين على تنشيط الاقتصاد. وقد يكون السماح لـ “ما” بالعودة إلى الملعب اعترافاً من بكين بأنها بحاجة إلى شركات خاصة للقيام بدفع النمو.
وأكد على هذا المحاضر الأول في الأعمال الصينية بجامعة “كينجز كوليدج لندن”، شين سون، والذي قال: “ربما يكون النمو الاقتصادي على المسار الصحيح هو الأولوية السياسية الأكبر التي يواجهها الحزب [الشيوعي] في الوقت الحالي، وفئة رواد الأعمال الأكثر تفاؤلاً هي مفتاح ذلك”.
ويتوقع سون وجود “صفقة من نوع ما” بين الملياردير المؤسس لشركة “علي بابا”، والحكومة للعودة إليه والظهور علانية.
وقال سون: “من خلال القيام بذلك، تعتزم الحكومة الإشارة إلى ترحيبها بالقطاع الخاص والمستثمرين – إذا تم اعتبار أن جاك ما تم العفو عنه، فيجب أن يشعر كل شخص آخر بالأمان والترحيب”.
كما أن هناك دلائل أخرى على أن بكين تخفف بعض تشديدها التنظيمي على القطاع. إذ كان المنظمون يمنحون تراخيص للألعاب الأجنبية ليتم إصدارها في الصين. كما أشارت شركة “Didi” الصينية لخدمات الركاب، التي واجهت تحقيقاً في الأمن السيبراني من المنظمين واضطرت إلى الشطب من بورصة نيويورك، إلى أنها تتطلع إلى توسيع أعمالها.