خالفت العملات المشفرة التوقعات العالمية بعد انهيار المصارف الأمريكية والتي كان من المقرر لها أن تأخذ منحى هبوطيا مع انخفاض الأسهم العالمية وتراجع الأسواق، إلا أنها كانت أول الرابحين من هذه العمليات المتتالية، وتصدرت عملة “بيتكوين”، أشهر العملات المشفرة، المكاسب بنحو 25% منذ اشتعال أزمة البنوك في أميركا، فيما كان الارتفاع الأخير مفاجئا إلى حد ما، نظرا لإغلاق بنكي “سيلفرغيت”و”سيغنيتشر”، وهما من أكبر المقرضين لصناعة العملات المشفرة.
واعتبر بعض الخبراء أن هذه العملات تحولت إلى ملاذ آمن، كما أنها اكتسبت المزيد من الزخم بعد رفض السلطات الرقابية الأميركية الربط بين انهيار البنوك والانكشاف على العملات المشفرة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع نفت اشتراطها على المشترين المحتملين لبنك “سيغنيتشر” وقف التعامل بالعملات المشفرة.
وانتعشت العملات المشفرة الرئيسية بعد إعلان السلطات الأميركية عن خطط للحد من تداعيات انهيار بنك “سيليكون فالي” وساعد قرار ضمان الودائع في استقرار عملة” Usdt” التي كانت تمتلك الشركة المصدرة لها ودائع بقيمة 3.3 مليار دولار في بنك سيليكون فالي.
وقد يكون ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين أحد العوامل التي ساهمت بدعم ارتفاع العملات المشفرة، خاصة مع توجهات الاحتياطي الفيدرالي نحو إنهاء دورة زيادة الفائدة.
وأيضاً قد يسهم النمو القوي في أسعار العملات المشفرة في تبديد المخاوف حول عودتها إلى مسلسل الخسائر التي سجلتها العام الماضي، حيث فقدت البيتكوين نحو 65% من قيمتها بعد مشاكل السيولة وانهيار منصة “إف تي إكس”، إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم.
و تُمثل “بيتكوين” الآن 43%من إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة التي تجاوزت حاجز التريليون دولار، بحسب بيانات “CoinGecko”.
وارتفعت البيتكوين بأكثر من 60% منذ بداية العام، لكنها لا تزال بعيدة عن الرقم القياسي البالغ 69 ألف دولار الذي سجلته في نوفمبر 2021.