قفزت أسهم بنك كريدي سويس بنحو 40 بالمئة عند بداية التعاملات، الخميس، في بورصة زيورخ، بعد إعلانه أنه سيحسن وضعه المالي من خلال اقتراض نحو 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري.
ويعد هذا تحولا كبيرا يوم الخميس بعدما كانت اسهمه قد تراجعت 30 بالمئة في البورصة السويسرية أمس الأربعاء، حين أعلن أكبر مساهميه أنه لن يضخ المزيد في المصرف السويسري، ما أثار مخاوف وسط المصارف الأوروبية، خاصة بعد انهيار مصرفين أميركيين.
وقبل نهاية تداولات الأمس قلص سهم كريدي سويس بعض خسائره ليغلق على انخفاض بنسبة 23 بالمئة، في أكبر انخفاض يومي له على الإطلاق.
وخلال تعاملات اليوم استعاد المستثمرون بعض الثقة في البنك الذي أعلن أيضا أنه سيقوم بإعادة شراء ديون بنحو ثلاثة مليارات دولار من سنداته التي تراجعت قيمتها أمس في خضم المخاوف بشأن مستقبله.
كريدي سويس، المبتلى بمشكلات حتى قبل انهيار بنكي “سيلكون فالي” و”سيغنتشر” الأميركيين، كان قد واجه موجة بيع حادة بعد أن قال عمار الخضيري، رئيس البنك الأهلي السعودي، في تصريحات نقلتها وكالات أنباء عالمية أمس، إنه لن يتسنى إعطاء البنك السويسري المزيد من السيولة لأنه لا يمكن زيادة حصة الملكية فيه عن 10 بالمئة بسبب قواعد تنظيمية.
ويكافح كريدي سويس من أجل استعادة ثقة العملاء والمستثمرين بعد سلسلة من التعثرات، كما أن الاضطرابات التي يشهدها قطاع البنوك العالمي على خلفية أزمة انهيار بنك “سيلكون فالي” الأميركي زادت من صعوبة موقفه.
وسجل البنك خسارة صافية مقدارها 7.3 مليارات فرنك سويسري (7.8 مليارات دولار) لسنة 2022 المالية.
وجاء ذلك بعد عمليات سحب هائلة للأموال من قبل عملائه، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.
وفي مذكرة للموظفين، طلب أولريش كورنر، الرئيس التنفيذي لكريدي سويس، الخميس، من الموظفين التركيز على الحقائق، وتعهد بالمضي قدما في خطة لتيسير العمليات.
وقال، في مذكرة للموظفين، إن البنك سيواصل التركيز على إجراء تحول انطلاقا من موضع قوة، وأشار في هذا الصدد إلى تحسن نسبة تغطية السيولة وزيادة رأس المال في الآونة الأخيرة.
وبشكل منفصل، ذكر البنك الأهلي السعودي، أكبر مساهم في البنك لشبكة (سي.إن.بي.سي) أن اضطرابات أسهمه “لا مبرر لها”.