وصلت اضطرابات القطاع المصرفي الأمريكي إلى أوروبا بشكل كبير، بعدما أدى تصويت بحجب الثقة من قبل أكبر مساهم في بنك كريدي سويس إلى انخفاض سهم البنك السويسري بنسبة 31% وارتفاع تكلفة التأمين على ديونه.
تراجع الأسهم في أوروبا
أدت اضطرابات كريدي سويس – ثاني أكبر بنك في سويسرا – إلى عمليات بيع مكثفة للأسهم الأوروبية، حيث سجلت العديد من البورصات أسوأ أداء يومي لها منذ اندلاع حرب أوكرانيا. وجرى محو أكثر من 75 مليار جنيه إسترليني من مؤشر فوتسي 100، الذي هبط بنسبة 3.8%.
بينما انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 3.3% وخسرت البورصات في إسبانيا وإيطاليا أكثر من 4%. وكانت الخسائر في وول ستريت طفيفة نسبيا، حيث أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 جلسة أمس بانخفاض قدره 0.7% وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.9%.
الهروب إلى أصول الملاذات الآمنة
انخفضت عائدات السندات في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، فيما ارتفع الدولار وارتفعت أسعار الذهب مع تحول المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن. في غضون ذلك، تراجعت أسعار النفط بنحو 5% مسجلة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2021 حيث يراهن المتداولون على ركود وشيك.
وقد يدخل النظام المصرفي الأمريكي في “أزمة بطيئة” شبيهة بأزمة المدخرات والقروض في الثمانينيات، مع احتمالية “حدوث المزيد من عمليات المصادرة والإغلاق”، حسبما كتب لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، في رسالته السنوية إلى المستثمرين أمس. وتساءل فينك: “هل بدأت قطع الدومينو في السقوط؟”
أزمة بنك كريدي سويس
سيقترض بنك كريدي سويس ما يصل إلى 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري وسيعيد شراء بعض ديونه في محاولة لتحسين وضع السيولة لديه وتهدئة مخاوف المستثمرين، حسبما قال البنك الليلة الماضية.
هذه الخطوة من شأنها أن توقف التراجعات ولو قليلا، إذ ارتفعت العقود الآجلة في الأسواق الأوروبية والأمريكية هذا الصباح، كما تراجعت الخسائر في الأسواق الآسيوية.
لكن ما سبب انخفاض أسهم البنوك الأوروبية في حين أن المشكلة منحصرة حتى الآن في الولايات المتحدة، وفي ثلاثة بنوك لديها تعرض كبير للتكنولوجيا والأصول المشفرة؟ المتداولون متقلبون دائما، كما أن لديهم روح القطيع، كما أصبحوا قلقين بشأن كل شيء بدءا من وتيرة رفع الفيدرالي أسعار الفائدة حتى المخاوف بشأن ارتفاع المخاطر بالنظام المصرفي، لا سيما وسط الاعتقاد بأن ارتفاع أسعار الفائدة كان السبب وراء انهيار بنك سيليكون فالي.
إلى جانب تلك المخاوف في أوروبا، هناك تاريخ مليء بالصعوبات لبنك كريدي سويس – وامتد هذا الشعور السلبي إلى أسهم مؤسسات مالية أقوى كبنوك بي إن بي باريبا وسوسيتيه جنرال وبنك كوميرز الألماني، والتي شهدت تراجعات كبيرة أمس.