على الرغم من تعافي المصارف الأمريكية من أزمة المصارف الأمريكية الثلاثة بنك سيليكون فالي، وسيجنتشر بنك، سيلفرجيت كابيتال بنك، فقد شهدت الأسواق الأوروبية انخفاضاً حاداً يوم الأربعاء، مع استمرار انزلاق أسهم البنوك إلى المنطقة الحمراء بعد تداعيات بنك “سيليكون فالي” عالمياً.
وانخفض مؤشر Stoxx 600 لعموم أوروبا بنسبة 1.7% في منتصف التعاملات الصباحية، مع تداول معظم القطاعات والبورصات الرئيسية في المنطقة الحمراء. واصلت أسهم البنوك سلسلة خسائرها وانخفضت بنسبة 4.6%، يليها قطاع التجزئة الذي انخفض بنسبة 3.9%.
وكان “كريدي سويس” أكثر أسهم البنوك القيادية تراجعاً بعد أن كشف البنك عن وجود “نقاط ضعف جوهرية” في تقاريره يوم الثلاثاء، وانخفض سعر السهم بأكثر من 21% بحلول الساعة 10.30 صباحاً بتوقيت لندن يوم الأربعاء.
يأتي ذلك على الرغم من ازدهار التداولات في أسواق آسيا والمحيط الهادئ بين عشية وضحاها وفي وول ستريت يوم الثلاثاء، حيث انتعشت أسهم البنوك الأميركية وسط تفاؤل بأن مخاطر العدوى من انهيار بنك وادي السيليكون قد تم احتواؤها.
كما كانت العقود الآجلة للأسهم الأميركية ثابتة في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وأوقفت البنوك الأوروبية التداول مع هبوط الأسهم، إذ تم إيقاف التداول على أسهم العديد من البنوك الأوروبية عدة مرات من قبل مشغلي البورصات، بما في ذلك “كريدي سويس”، و”سوسيتيه جنرال”، و”Monte dei Paschi”، و”يونيكريدت” الإيطاليين مع انخفاض الأسعار.
وانخفض سهم كريدي سيوس بنسبة تصل إلى 23.8%، يليه بنك “سوسيتيه جنرال”، الذي انخفض بنسبة 9.9%.
في وقت سابق من اليوم، قال أكسل ليمان رئيس مجلس إدارة كريدي سويس جروب ، إن المساعدات الحكومية للبنك ليست مطروحة للنقاش، إذ يسعى المصرف السويسري إلى تعزيز الثقة بين العملاء والمستثمرين والمنظمين بعد سلسلة من الأخطاء.
أضاف ليمان في مؤتمر القطاع المالي المنعقد في السعودية اليوم الأربعاء: لدينا نسب رأسمالية وميزانية قوية، مشيراً إلى أن مقارنة مشكلات “كريدي سويس” الحالية بانهيار “سيليكون فالي بنك” ليست في محلها، خاصة وأن البنوك تخضع للتنظيم بشكل مختلف.
أضاف ليمان: لقد اكتسبنا المناعة بالفعل، مضيفاً أن البنك الذي يقع مقره في زيورخ يسير على قدم وساق في برنامج إعادة الهيكلة الخاص به.
ويمر “كريدي سويس” في خضم إعادة هيكلة معقدة مدتها ثلاث سنوات في محاولة لإعادة البنك إلى الربحية.
وتتعرض هذه العملية الآن لمخاطر التأثر بالضغوط البيعية الأوسع نطاقاً التي ضربت القطاع المالي، بجانب مخاوف بشأن الصحة المالية للعديد من البنوك في أعقاب انهيار “سيلفرجيت كابيتال كورب”، و”سيليكون فالي بنك”، التابع لمجموعة “إس في بي فاينانشيال”، و”سيجنتشر بنك”.
موديز تخفض النظرة المستقبلية للمصارف الأمريكية من مستقرة إلى سلبية
خفضت وكالة موديز النظرة المستقبلية للنظام المصرفي الأمريكي إلى سلبية من مستقرة، مع انهيار ثلاثة بنوك في الأيام الأخيرة.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني في تقرير، إن هذه القرار جاء مع تدخل السلطات التنظيمية يوم الأحد عبر خطة إنقاذ للمودعين والمؤسسات المتضررة من الأزمة.
وأعلنت السلطات الأمريكية إغلاق بنك سيليكون فالي وضمان أموال المودعين، بعد موجة ذعر تسببت في عمليات سحب قوية لأموال المودعين.
وأضافت موديز: غيرنا النظرة المستقبلية للنظام المصرفي الأمريكي إلى سلبية، لتعكس التدهور السريع في بيئة التشغيل بعد الذعر المصرفي في بنوك سيليكون فالي وسيلفرجيت وسيجنتشر.
كانت الوكالة قد أعلنت قبل ساعات وضع بعض البنوك الأمريكية تحت المراجعة، لاحتمالية خفض تصنيفها الائتماني.