قال الدكتور محمد عبد الوهاب المحلل الإقتصادي والمستشار المالي، إن السياسة المالية الأمريكية ستدفع الاقتصاد العالمي الى المزيد من الإنكماش في 2023، متوقعا حدوث انهيارات في أسواق المال والعملات الرقمية والذهب.
أضاف الخبير الاقتصادي، أنه منذ أيام خرج علينا جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي ليعلن عن الاستعداد لتسريع وتيرة رفع معدل الفائدة، مشيرا إلى أن المركزي قد يقوم برفع معدل الفائدة بشكل أكبر مما كان متوقعا إذا اقتضى الأمر.
وأضاف عبد الوهاب: اقتضى الأمر هنا كالعادة هى كلمة فضفاضة تستخدم لتخدم مصالح الإقتصاد الأمريكى فقط وكلما قالها باول فى تصريحاته كانت اعلان مباشر عن استمرار استخدام الفيدرالى لأداة رفع الفائدة فى مواجهة التضخم الذى صنعته أمريكا وهو ما ينذر بالاستمرار في سياسة التشديد النقدي.
وكان الاحتياطي الفيدرالي، ذكر أن استطلاعه للأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة يفيد بارتفاع طفيف إلى متوسط لمستوى التوظيف في غالبية المناطق التي لديه فيها بنوك فيدرالية، فيما تبقى أوضاع سوق العمل متينة على مقياس سنوي.
وحتى 27 فبراير سجل النشاط الاقتصادي الإجمالي ارتفاع طفيف إذ أظهرت بيانات ستة من البنوك الـ12 للاحتياطي الفيدرالي تسارع بسيط في وتيرة الأنشطة، فيما اقتصرت تقارير البنوك الستة الأخرى على ارتفاع هامشي.
وأشار المحلل الإقتصادي ، إلى أنه بحسب الفيدرالى لا يزال التضخم أعلى من معدل 2 % وهي النسبة التي يسعى إليها الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل وذلك رغم قيام الفيدرالى بتشديد السياسة النقدية التي رفعت معدلات الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية والتى من المتوقع أن يصل سعر الفائدة الى مستوى 5.5 % فى اجتماع 22 مارس المقبل.
ويتوقع أن يتم رفع أسعار الفائدة 50 نفطة أساس أخرى وهو الأمر الذى سيقود البنوك المركزية فى معظم دول العالم إلى القيام بنفس الإجراء وهو ما سيزيد من حالة الركود الاقتصادى الذى أصاب العديد من دول العالم عدا الولايات المتحدة المستفيد الوحيد من تلك الأزمة.
وأكد عبد الوهاب، أنه من المتوقع أن ينخفض معدل نمو الناتج العالمي من 3 في المائة عام 2022 إلى 1.9 في المائة عام 2023 وهو ما يمثل أحد أدنى معدلات النمو للناتج العالمى.
ورجح الدكتور محمد عبد الوهاب، أن يلقى قرار رفع الفائدة المنتظر بظلاله على أسواق المال العالمية وأسعار الذهب حيث سيعانى الذهب كثيرا خلال هذا العام أيضا قبل أن يستعد للانطلاق فى نهاية العام اذا اتجهت الولايات المتحده للتخفيف فى السياسة النقدية.
وتوقع عبد الوهاب ارتفاع مؤشر الدولار عند 106 نقطة حيث نرى أنه سيظل فى وتيرة تصاعدية على المدى القصير وربما يعود إلى 110نقطة مع الإستمرار فى سياسة الفيدرالى ولكن على المدى الطويل نرى أن الدولار سيواجه انخفاض مع توقف تلك السياسات.
ورجح عبد الوهاب أن يحدث تدهور في سوق العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين الذى يتداول الأن حول 21671.8 دولار وعند كسر هذا القاع سنرى البيتكوين عند 20142.1 دولار ومنها الى 16638.1 قاع 1-12-2022.
وأكد أنه عند كسر البيتكوين لحاجز ال 16 الف دولار سيزيد هبوط أسعاره ليتداول حول 10798.1 والتى انطلق منها البيتكوين الى قمته فى 1-3-2021 ليتداول عند 58887.1.