أكد الدكتور محمد أنيس الخبير الاقتصادي، أن قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتبطة بأسعار الفائدة يدفع فاتورتها الأسواق الناشئة والتي تعمق من الآثار السلبية للاقتصادات والأسواق الناشئة وإطالة آمادها حيث تعاني تلك الأسواق من زيادة معدلات الفائدة بشكل كبير وضعف عمليات الإنتاج، وجود تحديات كبيرة في قدرتهم على الاستدانة من مؤسسات التمويل الدولية إلا بنسب فائدة مرتفعة جدا، بجانب انسحاب وتخارج الاستثمارات غير المباشرة من كل الأسواق الناشئة وعد القدرة على جذب استثمارات غير مباشرة جديدة في أدوات الدين المختلفة نظرا لارتفاع الفائدة على الدولار الأمريكي، بجانب ارتفاع تكلفة التمويل.
وقال الخبير الاقتصادي، إن رئيس الفيدرالي الأمريكي ينتهج سياسة تصاعدية حيال أسعار الفائدة وهو ما بدا في تصريحاته، لافتا إلى أن جيروم باول لا يريد أن يصدم الأسواق الأمريكية بشأن الفائدة التي تأخذ منحنى مرتفع خلال الفترة المقبلة وفق ما أدلى به في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي.
أضاف، أن الأسواق الأمريكية انخفضت بنحو 20 % خلال العام الماضي ويعمل بمدأ اتخاذ القرارات وفقا لبيانات التضخم وسوق العمل، موضحا أن أسعار الفائدة الأمريكية ارتفعت ثماني مرات لتصل من الصفر إلى 4.75 %، متوقعا أن يقوم المركزي الأمريكي برفع الفائدة بنسبة تترواح بين 5.5 إلى 6 % بنهاية العام الحالي.
أوضح أن تلك المستويات مرتفعة بشكل قياسي وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ الفيدرالي الأمريكي، لافتا إلى أن السندات الأمريكية ارتفعت قيمتها بشكل كبير نتجية تلك القرارات، بجانب انخفاض بقية المؤشرات الأمريكية مثل ناسداك
ويرى أن ما يحدث من قبل الفيدرالي قد يؤدي إلى «انكماش طفيف» خلال الفترة المقبلة إلى أن يبدأ سوق العمل الدخول في حالة الضعف، منوها أن قرارات جيروم باول التي يتخذها مرتبطة بقوة سوق العمل في أمريكا حيث معدل البطالة أقل من 4 % ولن يبدأ الفيدرالي بتغيير سياسته إلا إذا تجاوز معدل البطالة فوق 4 %.
وتوقع أن تستمر الأسواق على ما هي عليه لمدة 6 أشهر حتى الوصول إلى الربع الثالث لقمة معدلات الفائدة الأمريكية، قائلا : حينها سيكون المركزي الأمريكي أمام أمرين وهما أن تكون الفائدة في أعلى معدلاتها ومعدلات البطالة تبدأ في الارتفاع متجاوزة النسب الحالية، وهي بداية لانعكاس السياسة التشددية النقدية للبنك المركزي الأمريكي في الربع الأول أو الثاني من العام المقبل 2024.
كان قد قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن الفيدرالي جاهز لتسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة إن اقتضت الحاجة، مضيفا في شهادته مساء اليوم الثلاثاء أمام الكونجرس أن ذروة أسعار الفائدة ستكون أعلى من توقعاتنا السابقة.
وحذر باول، من أن أسعار الفائدة من المرجح أن تتجه أعلى مما توقعه صناع السياسة في البنك المركزي، قائلا: إذا كانت مجمل البيانات تشير إلى أن هناك ما يبرر تشديدًا أسرع، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن الاتجاه الحالي يظهر أن مهمة مكافحة التضخم في الاحتياطي الفيدرالي لم تنته بعد.
تابع: هذه الملاحظات لها تأثيران: الأول، أن مستوى الذروة، أو النهائي، لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من المرجح أن يكون أعلى من الإشارة السابقة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والثاني، أن التحول الشهر الماضي إلى زيادة بربع نقطة مئوية أصغر. قد تكون زيادة الفائدة قصيرة الأجل أكبر إذا استمرت بيانات التضخم في الارتفاع.
في تقديراتهم لشهر ديسمبر، حدد المسؤولون سعر الفائدة النهائي عند 5.1%. أسعار السوق الحالية أعلى قليلاً من ذلك، في مناطق 5.25% -5.5% ، وفقًا لبيانات مجموعة “CME”. لم يحدد باول إلى أي مدى يعتقد أن أسعار الفائدة سترتفع في النهاية.
يأتي هذا الخطاب وسط تفاؤل الأسواق عمومًا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه ترويض التضخم دون دفع الاقتصاد إلى الركود.
ومع ذلك، تظهر بيانات يناير أن التضخم أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل البالغ 2%.
وقال باول إن الاتجاه الحالي يظهر أن مهمة مكافحة التضخم في “الفيدرالي” لم تنته بعد، ولدينا المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي ثماني مرات خلال العام الماضي إلى المستوى المستهدف الحالي بين 4.5% -4.75%.
في التقارير الأخيرة، أشار بعض المسؤولين، مثل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك، إلى أنهم يرون أن رفع أسعار الفائدة يقترب من نهايته قريبًا. ومع ذلك، أعرب آخرون، بمن فيهم محافظ المجلس الاحتياطي، كريستوفر والر، عن قلقهم بشأن بيانات التضخم الأخيرة، وقالوا إن السياسة المتشددة من المرجح أن تظل.