يُعد الراحل جمال محرم واحدًا من أبرز القامات المصرفية في مصر والمنطقة، ورمزًا للريادة والالتزام المهني على مدار أكثر من أربعة عقود من العمل البنكي والاقتصادي. شغل محرم مجموعة واسعة من المناصب القيادية في مؤسسات مالية عالمية ومحلية، وترك بصمة واضحة في كل موقع تقلده، ليصبح أحد أهم الأسماء التي ساهمت في تطوير الصناعة المصرفية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والعالم.
بدأ محرم مسيرته المهنية في سيتي بنك مصر بين عامي 1979 و1981، حيث عمل في التسويق والائتمان وتدرج حتى منصب مساعد المدير، قبل انتقاله إلى بنك أوف أميركا، ثم بنك فيليت الوطني بين 1981 و1986. وقد مثّل هذا الانتقال بداية صعوده الإقليمي، إذ تولى لاحقًا منصب المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة بي إن واي ميلون لإدارة الأصول بين عامي 1986 و2002، وهي واحدة من أكبر المؤسسات المالية العالمية.
وبفضل خبرته الواسعة، تم اختياره رئيسًا تنفيذيًا وعضوًا منتدبًا لعدد من الكيانات البارزة، من بينها البنك المصري التجاري، وبنك بيريوس مصر بين 2002 و2008، وشركة سيدل مصر للتعبئة، إضافة إلى دوره كرئيس مجلس إدارة شركة إم جي إم للاستشارات المالية والبنكية، وشركة الإسكندرية لمحطات الحاويات الدولية، والشركة المصرية لخدمات إدارة صناديق الاستثمار.
وتولى محرم رئاسة غرفة التجارة الأمريكية في مصر (AmCham) بين 2009 و2013، وهي فترة حرجة في العلاقات الاقتصادية المصرية الأمريكية عقب أحداث 2011 و2013، حيث لعب دورًا استثنائيًا في عرض حقائق مجتمع الأعمال المصري أمام دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، ودعم استمرارية التعاون بين البلدين.
كما شغل العضوية في مجالس إدارة مؤسسات كبرى بينها:
البورصة المصرية، الشركة الشرقية (إيسترن كومباني)، البنك السوداني المصري، رسملة للاستثمار، سي آي كابيتال، إكسيد، مجموعة الفطيم، قناة السويس لتوطين التكنولوجيا، والقرى الذكية.
وواصل نشاطه مؤخرًا برئاسة الشركة المصرية للنقل والخدمات التجارية – إيجيترانس منذ أبريل 2022، وتوليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة أرابيا إنفستمنتس هولدنج منذ يوليو 2020، إلى جانب عضوية مجالس إدارة شركات مالية واستثمارية عديدة.
عرف جمال محرم أيضًا بدوره المجتمعي، إذ ترأس الجمعية المصرية للتخصيم، وأسّس مؤسسة تنمية الطفل والمجتمع، وكان أمين صندوق نادي الجزيرة الرياضي بين 2006 و2010. وهو حاصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1974.
رحل جمال محرم عن عالمنا في يناير 2024، تاركًا إرثًا مهنيًا وإنسانيًا كبيرًا، وتجربة فريدة تجمع الخبرة العالمية والرؤية الوطنية.













































