أعلن بنك المشرق عن نتائجه المالية للنصف الأول من عام 2025، حيث بلغ الدخل التشغيلي 6.2 مليار درهم إماراتي، ما يؤكد مكانته كإحدى المؤسسات المالية الأكثر مرونة وتقدمًا في المنطقة.
ويعكس أداء البنك خلال هذه الفترة قدرته على تحقيق نمو قوي وواسع النطاق، رغم بيئة انخفاض أسعار الفائدة، وذلك بدعم من نمو مزدوج الرقم في كل من القروض والدخل غير المعتمد على الفوائد. كما حافظ العائد على حقوق المساهمين عند مستويات مرتفعة بلغت 20%.
وسلطت نسبة التكلفة إلى الدخل، البالغة 30% والتي تُعد من الأدنى في القطاع، الضوء على استمرار كفاءة البنك التشغيلية، رغم الاستثمار المتسارع في التحول الرقمي، والقدرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتوسع الاستراتيجي في الأسواق الدولية.
أداء قوي للإيرادات ونمو متنوع
ارتفع الدخل التشغيلي في النصف الأول من 2025 إلى 6.2 مليار درهم، مدفوعًا بنمو سنوي في القروض بنسبة 21%، إلى جانب مساهمات قوية من الاستثمار ومصادر الدخل الأخرى غير المعتمدة على الفائدة. ويُبرز ذلك قدرة المشرق على تحقيق نمو عالي الجودة في ظل بيئة فائدة معتدلة.
وارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 1% على أساس ربع سنوي ليبلغ 2.0 مليار درهم في الربع الثاني من 2025، بفضل النمو المستمر في حجم الأعمال وإعادة التسعير المنضبطة، مما عوض تأثير خفض الفائدة التراكمي بمقدار 100 نقطة أساس منذ عام 2024.
وحافظ هامش صافي الفائدة على قوته عند 3.2%، مدعومًا بتحسن مستمر في محفظة التمويل، وزيادة نسبة الحسابات الجارية والتوفير إلى 69%، مقارنة بـ62% في العام السابق.
كما ارتفع الدخل من غير الفوائد بنسبة 17% على أساس سنوي، مدفوعًا بزيادة في دخل الاستثمار بنسبة 55%، ونمو في مصادر الإيرادات الأخرى بنسبة 56%. وارتفعت نسبة البيع المتبادل إلى 36%، ما يعكس نجاح استراتيجية المشرق في تعميق علاقاته مع العملاء.
استثمارات استراتيجية في التحول الرقمي والكفاءات العالمية
ارتفعت النفقات التشغيلية بنسبة 11.5% على أساس سنوي، نتيجة للاستثمارات المستهدفة في التوسع الدولي، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز قنوات التواصل مع العملاء. وشمل ذلك تطوير منصات الجيل الجديد، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب استقطاب وتطوير الكفاءات.
ورغم النشاط الاستثماري، ظلت نسبة التكلفة إلى الدخل الأفضل في فئتها عند 30%، مما يؤكد كفاءة البنية التشغيلية والتكنولوجية للمصرف، وقدرته على تنفيذ خطط النمو بكفاءة عالية.
أرباح قوية رغم ارتفاع الضرائب
بلغ صافي أرباح المشرق قبل الضرائب 4.1 مليار درهم في النصف الأول من 2025، ما يعكس استمرار قوة الأعمال المصرفية الأساسية والزخم في مختلف قطاعات الأعمال، رغم بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وسجل صافي الربح بعد الضرائب 3.5 مليار درهم، متأثرًا بارتفاع الضريبة نتيجة لتطبيق الحد الأدنى العالمي للضريبة بنسبة 15% في الإمارات، وفقًا لإطار الركيزة الثانية.
وحافظ العائد على حقوق المساهمين عند 20%، ما يعكس الانضباط في إدارة رأس المال، وتنوع مصادر الإيرادات، والنمو التشغيلي القائم على الكفاءة.
تعليقات الإدارة
قال معالي عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة المشرق:“شهد النصف الأول من عام 2025 أداءً استثنائيًا وزخمًا استراتيجيًا يعكس ثقة العملاء وقوة استراتيجيتنا طويلة الأمد. ورغم التحديات العالمية، تُعد دول مجلس التعاون الخليجي نموذجًا للمرونة الاقتصادية، وهو ما ينعكس في أداء القطاع المصرفي الإماراتي الذي تجاوزت استثماراته 760 مليار درهم بحلول مارس الماضي.”
من جانبه، قال أحمد عبد العال، الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق: “تُظهر نتائج النصف الأول قوة نموذج أعمالنا ونهجنا المنضبط لتحقيق نمو مستدام. نواصل تنفيذ استثمارات استراتيجية في التكنولوجيا، وتعزيز حضورنا الرقمي والدولي، وبناء شراكات تُمكننا من تقديم تجارب مصرفية رائدة تعزز مرونة أعمالنا على المدى الطويل.”
نظرة مستقبلية
يعكس أداء المشرق خلال النصف الأول من عام 2025 متانة نموذج أعماله المتنوع، وثقة الأسواق المحلية والدولية به. وسيركز البنك خلال النصف الثاني من العام على تسريع النمو القائم على الابتكار، وتحسين تجربة العملاء، وتوسيع حضوره في الأسواق ذات الأولوية.
ويمثل دخوله مؤخرًا إلى تركيا وعُمان خطوة ضمن استراتيجية توسع إقليمي أوسع، تستند إلى نهج مُستهدف يركز على العملاء. وبفضل قوة الرسملة والسيولة، يتمتع المشرق بموقع مالي يؤهله لتحقيق نمو مستدام، والحفاظ على جودة أصوله، وتقديم عوائد مجزية للمساهمين.