يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في ثالث محطة له ضمن جولته الخليجية بعد السعودية وقطر، واضعًا على طاولة المباحثات ملفات استراتيجية أبرزها توسيع التعاون الاستثماري والتجاري مع ثاني أكبر اقتصاد عربي، وتسريع تنفيذ صفقات أعلنت الإمارات نيتها استثمارها في واشنطن، إلى جانب تعزيز صادرات الرقائق الإلكترونية نحو أبوظبي.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان زيارته الخليجية الأولى عام 2017، يعود ترمب في ولايته الثانية وسط تحولات عميقة في المشهدين العالمي والإقليمي. فالعالم اليوم أكثر تعقيدًا وتنافسًا، والرهانات الاقتصادية والجيوسياسية أكبر من أي وقت مضى، مما يجعل نتائج هذه الجولة الخليجية عاملاً محوريًا في تقييم فرص نجاح ترمب داخليًا وخارجيًا.
وبحسب وكالة “بلومبرغ”، تدرس إدارة ترمب السماح للإمارات باستيراد أكثر من مليون شريحة متطورة من إنتاج شركة “إنفيديا” حتى عام 2027، وهو رقم يتجاوز القيود المفروضة في عهد الرئيس جو بايدن. وتشير التقارير إلى أن الإمارات قد تحصل على 500 ألف شريحة سنويًا، يُخصص خُمسها لشركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية “G42″، بينما تُمنح الحصة الأكبر لشركات أميركية تنشئ مراكز بيانات في الدولة الخليجية.
وفي مؤشر على عمق التعاون، أبلغت الإمارات إدارة ترمب التزامها بضخ استثمارات تصل إلى 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى عقد كامل، تشمل 100 مليار دولار في مشروع “ستار غيت” التابع لترمب، إضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع.
كما كشفت “بلومبرغ” عن مشاورات جارية بين شركة “OpenAI” والإمارات خلال الزيارة بشأن توسعة كبيرة لمركز البيانات في الدولة، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، الذي يرافق ترمب في جولته.
ولم تأتِ الزيارة بمعزل عن خطوات تمهيدية؛ إذ أعلنت شركة “ADQ” الإماراتية، بالتعاون مع “Energy Capital Partners” الأميركية، عن خطة استثمارية بقيمة 25 مليار دولار تستهدف البنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات داخل الولايات المتحدة.
كما تعهدت شركة “XRG”، التابعة لأدنوك، بالمساهمة في دعم صادرات الغاز الأميركي من خلال الاستثمار في منشأة تسييل الغاز التابعة لشركة “Next Decade” في تكساس، مع خطط لمزيد من الاستثمارات في مجالات الغاز والكيماويات والطاقة منخفضة الكربون.
وتُترجم هذه التحركات التزام الإمارات، الذي أعلن عنه البيت الأبيض، بضخ استثمارات ضخمة في السوق الأميركي، في مجالات حيوية تتصدرها التقنيات المتقدمة والصناعات الاستراتيجية، في لحظة مفصلية تعيد رسم ملامح الشراكة بين البلدين.