باتت الرهانات على تراجع الدولار الأميركي في أعلى مستوياتها منذ سبعة أشهر، مع تنامي المخاوف بشأن مستقبل الأصول الأميركية، رغم بعض بوادر التعافي في أسواق الأسهم.
ووفقًا لبيانات لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع، زادت صناديق التحوط ومديرو الأصول وغيرهم من المتداولين من مراكزهم التي تراهن على ضعف الدولار، لتصل إلى نحو 17 مليار دولار حتى نهاية الأسبوع المنتهي في 29 أبريل. ويُظهر هذا التوجه تزايد القلق حيال مستقبل الدولار على المدى القريب، في وقت شهد فيه مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري تراجعًا بنسبة 0.4%، مسجلًا هبوطًا في أربعة من الأسابيع الخمسة الأخيرة.
سياسات ترامب وتأثيرها على الدولار
تسببت السياسات التجارية التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اضطرابات حادة بالأسواق، مما قوض جاذبية الدولار كملاذ آمن. وقد أدى ذلك إلى تحول استراتيجي في توجهات المستثمرين الذين باتوا يبتعدون عن الأصول الأميركية، رغم سنوات من التدفقات الكبيرة إليها.
وعلى الرغم من التحسن النسبي في الأسواق العالمية نتيجة إشارات إيجابية حول مفاوضات تجارية وتحسن اقتصادي، لا تزال موجة “بيع الدولار” قائمة، إذ فقد المؤشر أكثر من 6% من قيمته منذ بداية العام.
رهانات على مزيد من التراجع قبل قرار الفيدرالي
تشير مؤشرات المخاطر المرتبطة بعقود الخيارات لأجل أسبوع وشهر إلى توقعات بمزيد من الخسائر في قيمة الدولار، خاصة قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في 7 مايو بشأن أسعار الفائدة. ويُظهر السوق استعدادًا أكبر لدفع علاوات مقابل عقود الخيارات التي تترقب هبوط العملة مقارنة بتلك التي تراهن على صعودها.
بيانات التوظيف لا تغير الصورة بالكامل
ورغم صدور بيانات قوية بشأن الوظائف الأميركية، والتي جاءت أفضل من التوقعات، وأظهرت تماسك سوق العمل في وجه الضغوط التجارية، إلا أن تأثيرها على توجهات السوق ظل محدودًا، حيث قلص المستثمرون فقط جزئيًا من توقعاتهم لتخفيض قريب في أسعار الفائدة.
تحول نحو عملات أخرى
في المقابل، شهدت عملات دول مثل أستراليا ونيوزيلندا أداءً قويًا، بعد أن أبدت الصين انفتاحًا على استئناف المحادثات التجارية مع واشنطن. وسجل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي مكاسب تقترب من 1%، ما يعكس تزايد ثقة المستثمرين في العملات غير الأميركية.
وقال أروب تشاتيرجي، المدير التنفيذي لاستراتيجيات الاقتصاد الكلي في بنك “ويلز فارغو”: “الأسواق تتفاعل بإيجابية مع الإشارات القادمة من الصين، ويبدو أن الدولار الأميركي يفقد جاذبيته أمام عملات آسيا بشكل واضح في الوقت الراهن”.