مع القفزات القياسية التي شهدتها أسعار الذهب عالميًا، والتي تجاوزت 3327 دولارًا للأوقية ، وملامسة جرام الذهب عيار 21 مستوى 4785 جنيهًا محليًا، تحوّل اهتمام الكثير من المصريين نحو الفضة كخيار استثماري بديل أكثر ملاءمة للقدرة الشرائية. هذا التوجه جاء مدفوعًا بارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل الفضة تظهر كخيار أكثر جاذبية سواء للادخار أو للهدايا والمناسبات المختلفة.
وكشف تقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” أن أسعار الفضة في السوق المحلية شهدت ارتفاعًا بنسبة 4.3% خلال أسبوع واحد، مقارنة بارتفاع طفيف عالميًا بلغ 0.9%. حيث افتتح جرام الفضة عيار 800 تعاملات الأسبوع عند 47 جنيهًا، وأغلق عند 49 جنيهًا. أما الأوقية العالمية فقد ارتفعت من 32.24 دولار إلى 32.53 دولار.
وأشار التقرير إلى أن جرام الفضة عيار 999 بلغ سعره 61 جنيهًا، فيما سجل عيار 925 حوالي 56.50 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الفضة عيار 925 إلى 452 جنيهًا. وتحدد السوق المحلية أسعار الفضة بناءً على سعر صرف افتراضي للدولار يبلغ 55.60 جنيه، مما يرفع السعر المحلي مقارنة بالسعر العالمي بفارق يقدر بـ7 جنيهات تقريبًا.
زيادة لافتة في الطلب.. والفضة تدخل ثقافة الهدايا
بحسب التقرير ذاته، فإن الربع الأول من عام 2025 شهد قفزة بنسبة 35% في الإقبال على شراء الفضة داخل مصر، سواء من الأفراد الباحثين عن وسيلة للادخار الآمن، أو من الشركات التي بدأت تعتمد على الفضة في تصميم الهدايا والجوائز الرسمية، لا سيما خلال شهر رمضان ومسابقات تحفيظ القرآن الكريم.
كما ظهرت اتجاهات جديدة في السوق، أبرزها طرح فكرة استبدال مشغولات الشبكة التقليدية بكميات من السبائك الفضية، مثل الكيلو أو النصف كيلو، وهو ما يعزز ثقافة الاستثمار الآمن بين الشباب المقبلين على الزواج، مع مراعاة الكلفة الاقتصادية دون التخلي عن رمزية الشبكة.
العجز العالمي مستمر.. وتماسك الطلب الصناعي
على الصعيد العالمي، توقّع معهد الفضة استمرار العجز في السوق للعام الخامس على التوالي، مع تسجيل فجوة تقدر بنحو 117 مليون أوقية. وجاء ذلك رغم ارتفاع المعروض بنسبة 1.5% بفضل زيادة إنتاج المناجم، مقابل تراجع طفيف في الطلب الإجمالي إلى 1.148 مليار أوقية.
وأكد المعهد أن الطلب الصناعي على الفضة سيظل متماسكًا قرب مستويات 677.4 مليون أوقية، رغم التحديات الاقتصادية. إلا أن استمرار الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد يشكل تهديدًا مستقبليًا لهذا الطلب، خصوصًا أن الصين تُعد من أكبر مستوردي الفضة لأغراض التصنيع والإلكترونيات.