أثار إعلان المخرج محمد سامي اعتزاله الدراما التلفزيونية جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع المخرج خالد يوسف إلى الدفاع عنه، مؤكدًا أن استهداف سامي ليس مجرد انتقاد لأعماله، بل هو جزء من ظاهرة “هدم النجاح” التي أصبحت سائدة في المرحلة الحالية.
وقال خالد يوسف، في تصريحات عبر حساباته الرسمية، إن “تحطيم نموذج ناجح مثل محمد سامي هو تفريط في القوة الناعمة المصرية، وبدلًا من تصويب الأخطاء – إن وُجدت – يتم اللجوء إلى الهدم والتدمير”.
وأشار يوسف إلى أن الهجوم على سامي يعكس حالة إحباط لدى البعض، حيث يجدون في نجاح الآخرين فرصة للتعبير عن مشاعرهم السلبية، مؤكدًا أن الهجوم قد يبدأ أحيانًا بحملات ممنهجة تقودها جهات معينة، بينما تنجرف قطاعات من الجمهور وراءها بدافع الإحباط، رغم وجود أصوات تعبر عن رأيها بصدق ودون تحامل.
وأكد يوسف أن تحميل سامي مسؤولية تراجع الذوق العام أو انتشار العنف في الدراما ظلم فادح، مشيرًا إلى أن الأعمال الفنية تعكس الواقع لكنها ليست العامل الرئيسي في تكريس الظواهر السلبية، والتي تعود في الأساس إلى مشاكل أعمق مثل الفقر، والجهل، وغياب العدالة الاجتماعية.
كما انتقد المخرج المصري فكرة أن الدراما التلفزيونية المصرية تعاني من التراجع، مشيدًا بقدرة صناع الدراما على تقديم أعمال مميزة رغم التحديات، مشددًا على أن “الفن لا يحتاج إلى لجان حكومية لإصلاحه، بل إلى مساحة أكبر من الحرية ودعم المواهب الشابة”.
وفيما يخص أسلوب محمد سامي، أوضح خالد يوسف أنه ليس من المعجبين بطرحه الدرامي، لكنه يعترف بموهبته وقدرته على مخاطبة قطاع واسع من الجمهور، مشيرًا إلى أن “سامي أدرك شفرة الجمهور الذي ينجذب إلى المبالغة في الأحداث، تمامًا كما كانت أساطير ألف ليلة وليلة”.
وكشف يوسف عن حديث مطول جمعه بسامي عقب إعلانه الاعتزال، مؤكدًا أن المخرج الشاب لن يبتعد عن الساحة، لكنه سيعود بنوعية جديدة من الأعمال التي تعبر عنه بشكل أصدق، متوقعًا أن تكون أعماله القادمة أكثر تأثيرًا واستدامة في وجدان الجمهور.
وختم خالد يوسف حديثه بتوجيه التمنيات لمحمد سامي في مشاريعه القادمة، مؤكدًا أنه يمتلك الموهبة التي تؤهله ليكون من كبار المخرجين في المستقبل.