استقرت أسعار النفط اليوم الأربعاء بعد أن كانت قد سجلت أدنى مستوياتها في عدة أشهر أمس، لكنها ظلت تحت ضغط مع ترقب السوق لخطط كبار المنتجين لزيادة الإنتاج في أبريل (نيسان)، مع تركيز على الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا والمكسيك والصين.
بحلول الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 71.10 دولار للبرميل. بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 24 سنتًا أو 0.4 بالمئة إلى 68.02 دولار للبرميل.
وفي الجلسة الماضية، هبط الخامان لأدنى مستوياتهما في عدة أشهر عند التسوية على خلفية مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليص الطلب على الوقود نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية وأخرى مضادة تفرضها الدول المتضررة.
وقال يب جون رونغ، محلل السوق لدى آي.جي: “محركات العرض والطلب غير المواتية خلقت ضربة مزدوجة، مع مخاطر على النمو العالمي تفرضها حالة الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وبالتالي الطلب على النفط.”
وتابع: “أوبك+ لا تزال تتجه لزيادة الإنتاج في أبريل، في حين أن التفاؤل بشأن الحل المحتمل للصراع بين أوكرانيا وروسيا يثير احتمالات عودة الإمدادات الروسية إلى السوق.”
وقررت المجموعة المعروفة باسم أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بما في ذلك روسيا، يوم الاثنين زيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022.
وستضخ المجموعة زيادة صغيرة تبلغ 138 ألف برميل يومياً اعتباراً من أبريل (نيسان)، وهي الخطوة الأولى في الزيادات الشهرية المقررة لإلغاء تخفيضاتها البالغة نحو ستة ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل ستة بالمئة تقريبًا من الطلب العالمي.
دخلت رسوم جمركية 25 بالمئة على جميع الواردات من المكسيك ورسوم 10 بالمئة على واردات الطاقة من كندا ورفع الرسوم على السلع الصينية إلى 20 بالمئة حيز التنفيذ أمس الثلاثاء. كما فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً 25 بالمئة على جميع الواردات الكندية الأخرى.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الحرب التجارية التي أعلنها ترامب ستؤدي إلى انخفاض الوظائف وتباطؤ النمو وارتفاع الأسعار، وهو ما قد يؤدي إلى وأد الطلب.
ومن المرجح أن يؤثر انخفاض النمو الاقتصادي على استهلاك الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وقالت إدارة ترامب أيضاً أمس إنها أنهت ترخيصاً منحته الولايات المتحدة لشركة شيفرون الأمريكية لإنتاج النفط منذ عام 2022 للعمل في فنزويلا وتصدير نفطها.
وحذر خبراء استراتيجيات السلع الأولية في آي.إن.جي في مذكرة اليوم الأربعاء من أن هذه الخطوة قد تضر بإمدادات تصل إلى 200 ألف برميل يومياً.
وأضافوا: “من شأن هذا أن يجعل مصافي التكرير الأمريكية تبحث عن خامات نفط ثقيلة بديلة فيما يواجه الموردان الآخران، كندا والمكسيك، رسوماً جمركية.”
في تلك الأثناء، قالت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء إن مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفضت بمقدار 1.46 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير (شباط).
ويترقب المستثمرون الآن البيانات الرسمية عن المخزونات الأمريكية المقرر صدورها اليوم الأربعاء.