تحدث رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في كلمته خلال احتفالية جائزة ساويرس الثقافية، عن عدة موضوعات متداخلة تتعلق بالمرض، مرور الزمن، الفن، والثقافة المصرية، مشيدًا بالدور الذي لعبته مصر في ترسيخ هويتها من خلال الفن والإبداع.
وفي بداية حديثه، أشار ساويرس إلى إصابته بدور برد، موضحًا أنه حرص على عدم نقل العدوى للآخرين، وقال مازحًا: “في البداية قالوا إنها عين، لكن لا أعتقد أن هناك شيئًا في البلد يستحق الحسد!”.
وتطرق ساويرس إلى الذكريات المرتبطة بالجائزة التي مضى على تأسيسها 20 عامًا، مشيرًا إلى شعوره بمرور العمر بشكل أسرع مع التقدم في السن، خاصة عند مشاهدة الفيديوهات القديمة. وأعرب عن امتنانه للدكتور محمد أبو الغار، مؤكدًا أن مصداقيته منحت الجائزة قيمة إضافية.
الثقافة والفن: هوية مصر الحقيقية
وفي سياق حديثه عن أهمية الفن والثقافة، شدد ساويرس على أن الكتابة والفن كانا دائمًا مصدر إلهام وإشعاع لمصر في العالم العربي، مستشهدًا بأسماء مثل نجيب محفوظ، يوسف إدريس، عادل إمام، ويسرا. وقال: “هذه الشخصيات هي التي منحت مصر الوهج الذي جعلها محط أنظار العالم”. لكنه أشار إلى أن الحكومات أحيانًا تغفل عن أهمية هذا الدور، قائلاً: “لا يمكن القول إننا حافظنا على هذا الزخم دائمًا”.
السينما المصرية: دور ريادي وتأثير عالمي
تحدث ساويرس عن تجربته في دعم السينما المصرية خلال الثلاثين عامًا الماضية، حيث أشار إلى التحديات التي كانت تواجه صناعة السينما في مصر، خاصة في فترة إنتاج عدد محدود من الأفلام سنويًا. وأكد أن دوره في تأسيس دور عرض سينمائية ساهم في فتح آفاق جديدة لهذه الصناعة، مشيرًا إلى أن السينما المصرية كانت دائمًا محط اهتمام الشعوب العربية، قائلاً: “عندما أزور المغرب أو تونس، يسألونني عن أخبار عادل إمام، ويطلبون مني التحدث باللهجة المصرية”.
التنافس الثقافي ومحاولات التقليد
وفي حديثه عن التحديات الإقليمية، أشار ساويرس إلى أن بعض الدول تحاول تقليد مصر في الفن والثقافة، لكنها تعتمد على أدوات مصرية نابعة من هويتها الخاصة، مثل النيل والتراث الثقافي. وقال: “هذه الأدوات لا يمكن شراؤها؛ فهي جزء من تاريخنا”.
دور المثقفين والصحفيين في الدفاع عن الحرية
وأشاد ساويرس بدور الكتاب والصحفيين المصريين في الدفاع عن الحرية والديمقراطية في أوقات صعبة، داعيًا الشباب الجديد للحفاظ على هذا الحس الوطني والاستعداد للوقوف بجانب بلدهم وقت الأزمات.
واختتم ساويرس حديثه بتوجيه التهنئة للفائزين بالجائزة، مؤكدًا أهمية مواصلة دعم الفن والثقافة كركائز أساسية لعظمة مصر ودورها الريادي.
