أثار رجل الأعمال حسن هيكل جدلًا واسعًا باقتراحه فكرة “المقايضة الكبرى” لتصفير الدين المحلي في مصر، والتي تقوم على بيع أصول الدولة للبنك المركزي مقابل تصفير الدين العام المحلي، وإعادة استثمار هذه الأصول لتحقيق تنمية شاملة. وفي سلسلة منشورات عبر منصة “X” (تويتر سابقًا)، استعرض هيكل الأزمة الاقتصادية في عدة مشاهد، مقدمًا رؤيته الشاملة للحل.
فكرة هيكل: المقايضة الكبرى
•المشهد الأول: أزمة الدين المتراكم
وصف هيكل الوضع الحالي للدين المحلي بأنه “دائرة مفرغة”، مشيرًا إلى أن الدين المحلي البالغ 10 تريليونات جنيه يستهلك معظم إيرادات الدولة لدفع الفوائد فقط، وهو ما يضغط على موازنة الدولة ويؤثر على الإنفاق في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.
•المشهد الثاني: البنك المركزي في الأزمات الدولية
استشهد هيكل بتدخلات البنوك المركزية في الأزمات العالمية، مثل أزمة السيولة الأمريكية في 2008، حيث لعب الفيدرالي الأمريكي دورًا حاسمًا في إنقاذ الاقتصاد دون المساس بمبدأ استقلاليته.
•المشهد الثالث: أرباح البنوك التجارية
اتهم هيكل البنوك التجارية بتحقيق أرباح استثنائية على حساب الفائدة المرتفعة التي تتحملها الدولة لسد عجز الموازنة، موضحًا أن معظم أرباح هذه البنوك تأتي من استثماراتها في أذون الخزانة والسندات الحكومية.
•المشهد الرابع: التضخم وأسعار الفائدة
انتقد هيكل ربط أسعار الفائدة المرتفعة بالتضخم، مشيرًا إلى أن التضخم الشهري قد تراجع في الأشهر الأخيرة، مما يجعل رفع الفائدة غير مبرر، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي هو جذب الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين.
•رؤية الحل: بيع الأصول للبنك المركزي
اقترح هيكل أن تقوم الدولة ببيع جميع أصولها للبنك المركزي مقابل تصفير الدين المحلي، على أن تُدار هذه الأصول في صندوق سيادي لتحقيق التنمية، مما يحرر موازنة الدولة من عبء الفوائد ويوجهها نحو الاستثمار في الصحة والتعليم والبحث العلمي.
هشام عز العرب يرد: “البنوك ليست مسؤولة عن أخطاء الاقتصاد”
رد هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي (CIB)، على مقترح هيكل عبر منشور في “X”، موضحًا أن البنوك التجارية تعمل في إطار محدد يخدم الاقتصاد، ولا يجب تحميلها مسؤولية أزمات الاقتصاد أو تضخم الدين.
•أكد عز العرب أن البنوك ملزمة بالاحتفاظ بجزء كبير من ودائع العملاء في أصول سائلة مثل أذون الخزانة، مشيرًا إلى أن 40% من أصول البنوك موجهة إلى أدوات الدين، بينما تُستخدم النسبة الأكبر لتمويل الأنشطة الاقتصادية ودعم المشروعات.
•أوضح أن أرباح البنوك تتزايد مع توسع حجم القروض والخدمات المصرفية، لكنها ليست السبب الرئيسي في العجز الموازني أو أزمة الدين.
•شدد عز العرب على أن القطاع المصرفي يمثل العمود الفقري للاقتصاد المصري، وحذر من محاولات تشويهه أو تحميله مسؤولية قرارات اقتصادية غير مدروسة.
جدل مستمر
اختتم عز العرب تصريحاته بالتأكيد على أهمية النقاش البناء حول الحلول المقترحة للأزمة الاقتصادية، مشددًا على أن معالجة الدين تتطلب حلولًا مستدامة ومتوازنة دون الإضرار بمصداقية القطاع المصرفي أو استقراره.