ولد خلدون المبارك أحد أقوى مهندسي الصفقات في الشرق الأوسط ورائد الأعمال المعروف في المنطقة العربية والعالم، في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 1976، وبدأ وهو في الحادية والعشرين من العمر مشواره كمدير للمبيعات في شركة أدنوك النفطية حتى عام 1998 ثم مدير للمشاريع في مجموعة أوفسيت حتى عام 2000 بعد ذلك استدعاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعينه نائباً للمدير التنفيذي في شركة دولفين للطاقة حتى عام 2003 وكان من القلة الذين بنوا ما بات يعرف فيما بعد بشركة مبادلة للتنمية.
يتولى خلدون المبارك، قيادة شركة مبادلة للاستثمار منذ 2002. ومنذ ذلك الحين، قاد المبارك جهوداً حثيثة لتوسيع أنشطة الصندوق السيادي لإمارة أبوظبي، الذي تبلغ قيمته الآن 330 مليار دولار وتحوله من شركة تركز على الاستثمارات المحلية إلى لاعب عالمي يستثمر في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى التمويل والترفيه والرعاية الصحية.
من خلال عمله، أسس المبارك شبكة علاقات مؤثرة تشمل قادة سياسيين وأعضاء مجالس إدارة عالمية، وصولاً إلى أوساط كرة القدم في بريطانيا. من بين داعميه البارزين، لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلاك روك”، الذي قدم له جائزة التكريم خلال الاحتفالية التي عُقدت بفندق “ماندارين أورينتال” في نيويورك.
ثقة قادة أبوظبي
يتمتع خلدون المبارك بنفوذ استثنائي يصل إلى أعلى مستويات السلطة في أبوظبي، مما يجعله واحداً من الشخصيات القليلة من خارج الأسرة الحاكمة ذات التأثير الكبير في إدارة الشؤون المالية للإمارة.
تحت قيادته، أصبح صندوق “مبادلة” لاعباً بارزاً على الساحة العالمية، حيث أنفق نحو 24 مليار دولار في عام 2023 وحده، موزعاً على استثمارات متنوعة جغرافياً وقطاعياً.
تم اختيار خلدون المبارك لرئاسة شركة “مبادلة” في سن السادسة والعشرين، مما يعكس مكانته المبكرة داخل دائرة النفوذ في أبوظبي.
ومنذ ذلك الحين، تطورت مسيرته ليصبح واحداً من كبار مستشاري رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، حيث يساهم في الإشراف على العلاقات مع شركاء استراتيجيين مثل الصين والهند وبريطانيا.
يُوصف خلدون المبارك من قبل المقربين منه بأنه مُتحدث بارع يتميز بحضور عام لافت مقارنة بالعديد من نظرائه في قطاع الاستثمار الخليجي.
وقد أشاروا إلى أنه درس في الولايات المتحدة، مما أكسبه فهماً عميقاً لطريقة التفكير والتنظيم لدى المسؤولين الماليين الغربيين.
أوضح العاملون مع المبارك أنه لا يزال يشارك بفعالية في إدارة الأعمال اليومية لشركة “مبادلة”، حيث يقود اجتماعات لجان الاستثمار الأسبوعية.
إحدى السمات البارزة لفترة المبارك في قيادة “مبادلة” هي الاستمرارية التي يتمتع بها فريق الإدارة التنفيذي. فقد شغل العديد من أعضاء الفريق مناصبهم لأكثر من عقد، ومن بينهم نائب الرئيس التنفيذي وليد المقرب، وهاني برهوش، المصرفي السابق في بنك “ميريل لينش”، الذي يدير حالياً شركة “مبادلة كابيتال”.
ترتبط علاقة المبارك بأسرة آل نهيان الحاكمة منذ سنوات طويلة. فقد اغتيل والده، الذي كان دبلوماسياً إماراتياً، على يد مسلحين فلسطينيين في باريس عام 1984، ونشأ تحت رعاية جده، أول رئيس للقضاء في الإمارات، مما جعله مقرباً من الأسرة الحاكمة.
قال المبارك خلال مقابلة مع “بلومبرج نيوز” قبل 5 سنوات في مكتبه: “كنت محظوظاً بالعمل مع أشخاص وقادة رائعيين طوال مسيرتي المهنية”.
إلى جانب دوره البارز في الاستثمار، يلعب خلدون المبارك دوراً شبه دبلوماسي متزايد، خاصة في إدارة علاقات أبوظبي واستثماراتها مع الصين.
لكنه يواجه تحدياً دقيقاً في تحقيق التوازن بين هذه العلاقات وبين الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
نال عددا من الأوسمة والجوائز المرموقة كان أبرزها، جائزة أيزنهاور للقيادة العالمية، وجائزة أفضل مدير كورة بريك لعام 2023، والجائزة الماسية التي فازت بها مبادلة كأفضل شركة في العالم من حيث قوة العلامة التجارية وغيرها العديد من الجوائز.