قال كريم هلال، الرئيس التنفيذي لشركة كونكورد ورئيس”سيكونس فينشرز” والمدير الإقليمي لشركة كوليرز إنترناشيونال، إن أعداد السائحين الوافدين إلى مصر لا تعكس حجم إمكاناتها الهائلة ومقوماتها السياحية المتنوعة.
وأوضح هلال، خلال الجلسة الثالثة بمؤتمر حابي السنوي السادس “الإصلاح المرن” – عبور هادئ لتحديات الاقتصاد اليوم الإثنين، أن السبب الجوهري وراء هذا التراجع يكمن في غياب ما وصفه بـ”ثقافة الضيافة”، التي تُعد العنصر الأساسي في تكوين الانطباع الأول والأخير لدى السائح عن وجهته.
وأشار إلى أن ثقافة الضيافة ليست مجرد مهارة مكتسبة، بل هي قيمة متأصلة يجب غرسها في المجتمع منذ الصغر، بدءًا من المناهج الدراسية وصولًا إلى الحياة اليومية.
وأضاف: “الضيف يجب أن يُستقبل كضيف كريم ومُكرّم، وليس كوسيلة لتحقيق مكسب مادي سريع.
نجاح التجربة السياحية يتجلى في مغادرة السائح وهو يحمل ذكريات إيجابية تدفعه للعودة مرارًا وتكرارًا، وجذب أصدقائه وعائلته لاستكشاف ما تقدمه مصر.”
وأعرب عن أسفه لتراجع هذه الثقافة، معتبرًا أن التركيز على العائدات المالية السريعة يضر بصورة البلاد عالميًا، ويحول دون بناء سمعة مستدامة كوجهة سياحية رائدة.
واستشهد هلال بمبادرة أطلقتها الدكتورة رانيا المشاط أثناء توليها حقيبة وزارة السياحة، والتي كانت تهدف إلى دمج مفاهيم السياحة والضيافة في المناهج الدراسية بالتعاون مع وزارة التعليم.
وأوضح أن هذه الخطوة كانت تحمل وعودًا كبيرة لإحداث نقلة نوعية في القطاع، لكنها لم تُستكمل بعد مغادرة المشاط لمنصبها.
ورغم إشادته بالتحسن الكبير الذي شهدته مصر في مجال البنية التحتية، ولا سيما شبكات الطرق ووسائل النقل، أكد هلال أن هذه التطورات ليست كافية لتحقيق أهداف طموحة مثل استقطاب 30 مليون سائح سنويًا.
وشدد على ضرورة الاستثمار في العنصر البشري وتأهيل الأطراف كافة التي تتعامل مع السائح، بما في ذلك المرشدين السياحيين، وسائقي الحافلات، والعاملين في الفنادق.
وقال: “ما يحدث حاليًا في بعض الأحيان من تصرفات غير احترافية ينعكس سلبًا على تجربة السائح، ما يخلق انطباعات قد تكون غير جيدة إطلاقا، ليس فقط على الفرد، بل على قطاع السياحة بأكمله.”
كما دعا إلى ضرورة تنويع الخيارات الفندقية، وزيادة عدد الفنادق ذات الثلاث نجوم والنجمتين، مع الالتزام بمواصفات ومعايير دولية تضمن للسائح تجربة إقامة مُرضية تناسب مختلف الشرائح الاقتصادية.
وأكد هلال على أهمية القطاع السياحي باعتباره أحد أسرع وأضمن مصادر الدخل القومي المستدام، فهي تتطلب جهدًا أقل وتُحقق عائدات ضخمة، لكن نجاحها مرهون بتحسين تجربة السائح في كل تفاصيلها، بدءًا من لحظة وصوله وحتى مغادرته.
واكد كريم هلال: السياحة كنز مهدور قادر على تعزيز النقد الأجنبي بشكل سريع
أكد كريم هلال، الرئيس التنفيذي لشركة كونكورد ورئيس سيكونس فينشرز والمدير الإقليمي لشركة كوليرز إنترناشيونال، أن السياحة تعد واحدة من أهم الموارد الاقتصادية القادرة على تعزيز النقد الأجنبي لمصر بسرعة.
وأشار هلال إلى أن هذا القطاع الحيوي لم يحظَ بالاهتمام الكافي على مدار السنوات الماضية، رغم امتلاكه مقومات فريدة لا تضاهيها أي دولة أخرى.
وأوضح هلال، خلال تصريحاته في الجلسة الثالثة بمؤتمر حابي السنوي السادس “الإصلاح المرن” – عبور هادئ لتحديات الاقتصاد والذي ينعقد اليوم الإثنين، أن مصر تمتلك ميزة تنافسية فريدة في قطاع السياحة، بفضل تنوع أنماطها التي تشمل السياحة التاريخية، والصحراوية، والشاطئية، والعلاجية، وسياحة الغوص، فضلًا عن موسم سياحي يمتد طوال العام، مؤكدًا أن هذه الإمكانات تجعل مصر قادرة على تحقيق أرقام قياسية في عدد السائحين، إذا تم استغلالها بالشكل الأمثل.
وأشار إلى أن المقارنة مع دول أخرى مثل تركيا، التي تستقطب 50 مليون سائح سنويًا، ودبي التي تستقبل أكثر من 20 مليون زائر، تُظهر الفارق الكبير رغم التشابه النسبي في عناصر الجذب السياحي، واصفًا عدد السائحين الوافدين إلى مصر البالغ 15 مليونًا بأنه “مخيب للآمال ولا يعكس إمكانيات الدولة”.
وسلط كريم هلال الضوء على التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر، مشيرًا إلى أن الحملات الإعلانية التقليدية التي أنفقت عليها عشرات الملايين من الدولارات لم تحقق الأثر المطلوب، مشددًا على ضرورة التركيز على تحسين تجربة السائح نفسه.
وقال: “العالم اليوم يعيش في عصر السوشيال ميديا، وأي تجربة سلبية يمر بها السائح تنتشر بسرعة، مما يهدم الجهود التسويقية المبذولة.”
وأكد هلال على أهمية الانطباع الأول والأخير للسائح، بدءًا من لحظة وصوله إلى المطار وحتى مغادرته. وقال: “علينا التركيز على تحسين تجربة السائح منذ اللحظة الأولى وحتى الأخيرة، فالانطباع الجيد هو المفتاح لتحقيق نقلة نوعية في القطاع السياحي.