تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية بشكل ملحوظ في جلسة تداول متقلبة اليوم الأربعاء، وسط اضطرابات سياسية عقب إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية مساء الثلاثاء، قبل أن يتراجع عنها صباح الأربعاء بعد تصويت الجمعية الوطنية بإلغائها، مع تكثيف الدعوات لاستقالة يون من قبل المحتجين وأحزاب المعارضة.
وقبيل افتتاح الأسواق، صرّح كيم بيونج هوان، نائب وزير الاقتصاد والمالية، أن الهيئة التنظيمية المالية مستعدة لتخصيص 10 تريليونات وون (7.07 مليار دولار) لاستقرار سوق الأسهم «في أي وقت»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء المحلية «يونهاب».
وتراجعت أسهم عملاق صناعة الرقائق “سامسونج للإلكترونيات” بنحو 1%، في حين سجلت “إل جي لحلول الطاقة” و”هيونداي موتور” خسائر أكبر بنسبة 2.8% و2.4% على التوالي.
كما انخفضت أسهم شركة “إس كيه هاينكس” بشكل طفيف وسط تداولات متقلبة، بينما تراجعت أسهم “نايفر كورب”، عملاق الإنترنت، و”سامسونج إس دي آي”، الشركة المصنعة للبطاريات، بأكثر من 2.5%.
وتصدرت “شركة الغاز الكورية” قائمة التراجعات في مؤشر كوسبي، حيث هبطت أسهمها بأكثر من 14%.
على صعيد المؤشرات، تراجع مؤشر “كوسبي”بنسبة 2%، في حين انخفض مؤشر “كوسداك” بنسبة 2.4%. كما انخفضت قيمة الوون الكوري بنسبة 0.05% ليصل إلى 1,415.78 مقابل الدولار الأمريكي، متعافياً جزئياً من تراجع حاد في الليلة السابقة.
وكان الرئيس يون قد أعلن الأحكام العرفية وأمر بنشر القوات العسكرية، متعهداً بمواجهة ما وصفه بـ«القوى المناهضة للدولة» بين معارضيه. إلا أنه اضطر إلى التراجع عن القرار بعد ساعات قليلة، إثر تصويت الجمعية الوطنية ضد المرسوم.
وفقاً لرويترز، يخطط ائتلاف من المشرعين من أحزاب المعارضة لاقتراح مشروع قانون لعزل يون يوم الأربعاء، والذي يجب التصويت عليه في غضون 72 ساعة إذا تم تقديمه. وبحسب ما ورد عرض رئيس أركان يون وكبار أمنائه الاستقالة بشكل جماعي.
هذا الاضطراب السياسي المفاجئ زاد من الضغط على الأسواق المالية، مما أدى إلى خروج رؤوس الأموال وتراجع العملة المحلية، بحسب ما صرّح به تشونج كون بارك، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية لكوريا واليابان في بنك «ستاندرد تشارترد»، لـ CNBC عبر البريد الإلكتروني.
في اجتماع طارئ لمجلس إدارته، أعلن “بنك كوريا المركزي” عن تعزيز السيولة قصيرة الأجل واتخاذ عدة تدابير للحفاظ على استقرار الأسواق المالية. وقبيل الاجتماع الذي بدأ في الساعة 9 صباحاً بالتوقيت المحلي، أكدت الهيئة التنظيمية استعدادها لضخ «سيولة غير محدودة» لدعم الأسواق المالية.
وفي الوقت نفسه، يشتبه في أن سلطات الصرف الأجنبي في كوريا الجنوبية تبيع الدولار الأميركي في السوق المحلية في وقت مبكر من يوم الأربعاء في محاولة للحد من انخفاض الوون الكوري، حسبما قال متعاملان لرويترز.
وشهدت الأسهم الكورية الجنوبية تقلبات حادة في الأسواق الأميركية خلال الليل، حيث انخفض صندوق iShares MSCI South Korea ETF، الذي يتتبع أكثر من 90 شركة كورية كبرى ومتوسطة الحجم، بنسبة تصل إلى 7%، مسجلاً أدنى مستوى له في 52 أسبوعاً، قبل أن يقلص خسائره ليغلق على انخفاض بنسبة 1.6%.
في المقابل، سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية أداءً متبايناً؛ حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة طفيفة بلغت 0.05%، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب مكاسب بنسبة 0.4%، ليغلق كلا المؤشرين عند مستويات قياسية.
أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد كان الأضعف أداءً بين المؤشرات الرئيسية، حيث تراجع بنحو 0.2%.
انخفضت أسواق آسيا والمحيط الهادئ الأخرى مع استيعاب المستثمرين للأحداث في كوريا الجنوبية. وانخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.4%، في حين انخفض مؤشر توبكس بنسبة 0.4%.
كان مؤشر هانج سنج في هونج كونج يتداول أعلى بنسبة 0.1%. وانخفض مؤشر CSI 300 في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.2%.
كما قام المستثمرون بتقييم بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن أستراليا، والتي أظهرت أن النمو الاقتصادي جاء أبطأ من المتوقع في الربع الثالث، حيث استمرت تكاليف الاقتراض المرتفعة والتضخم الثابت في التأثير على البلاد.
انخفض مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.38% ليغلق عند 8,462.6.