ارتفع الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء بعد أن قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا والصين، في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لسياسات قد تمهد الطريق لحرب تجارية.
وفي رد فعل أولي مفاجئ على تعليقات ترامب، قفز الدولار بأكثر من 2% مقابل البيزو المكسيكي ووصل إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات ونصف مقابل نظيره الكندي، وفق رويترز.
وارتفعت العملة الأمريكية أيضا إلى أعلى مستوياتها منذ 30 يوليو/تموز مقابل اليوان الصيني. كما تراجعت العملات الأخرى مقابل الدولار لكنها قلصت خسائرها بحلول منتصف بعد الظهر في آسيا.
سجل الدولار تراجعا خلال اليومين الماضيين مع ترحيب أسواق الخزانة الأميركية باختيار ترامب لمدير صندوق التحوط سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة الأميركية.
يرى المتداولون أن بيسنت من قدامى خبراء وول ستريت ومحافظ مالي، إلا أنه فضل الدولار القوي ودعم التعريفات الجمركية.
وقال المحللون إن رد فعل السوق على الاختيار سيكون قصير الأجل على الأرجح.
وقال جيسون وونغ، كبير استراتيجيي السوق في بي إن زد: “ستكون السوق متوترة” عندما يتعلق الأمر بتعليقات ترامب. “يمكنك التوصل إلى استنتاجات متسرعة، لكنني لن أستبق الأحداث في الوقت الحالي، لذا فإن السوق تحتاج فقط إلى السيطرة على نفسها”.
وقال ترامب إنه في اليوم الأول من توليه منصبه سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا.
وفيما يتعلق بالصين، قال الرئيس المنتخب إن بكين لا تتخذ إجراءات قوية بما يكفي للحد من صادرات المكونات المستخدمة في المخدرات غير المشروعة.
وقال ترامب “حتى يتوقفوا عن ذلك، فإننا سنفرض على الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 10%، فوق أي رسوم جمركية إضافية، على جميع منتجاتها العديدة التي تأتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكانت الصين قد نفت هذه الاتهامات في وقت سابق. وقالت السفارة الصينية في واشنطن بعد منشورات ترامب إن الولايات المتحدة والصين لن تنتصرا في حرب تجارية.
انخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر عند 0.64335 دولار أمريكي في الساعات الأولى من التعاملات الآسيوية وكان منخفضا 0.21% عند 0.6478 دولار أمريكي. وكثيرا ما يباع الدولار الأسترالي كبديل سائل لليوان نظرا لأن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لأستراليا.
لامس الدولار النيوزيلندي أدنى مستوى في عام عند 0.5797 دولار أمريكي لكنه عوض معظم تلك الخسارة ليتداول مستقرا عند 0.58415 دولار أمريكي.
وقال بن بينيت، استراتيجي الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة ليجال آند جنرال لإدارة الاستثمارات، إن المستثمرين ركزوا حتى الآن على السياسات الإيجابية للسوق في عهد الرئيس المنتخب ترامب مثل خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية منذ الانتخابات، ولكن من الممكن القول إنه من الأسرع بالنسبة له تنفيذ سياساته الأكثر تحديًا مثل زيادة التعريفات الجمركية. وأضاف: “يعد هذا الإعلان بمثابة جرس إنذار”.
وتابع: “إن التعريفات الجمركية يجب أن تكون مفيدة للدولار الأميركي وسيئة للعملات التي تخضع للتعريفات الجمركية مع تحول التوازنات التجارية، ولكنني لست متأكدا من أن حكومة ترامب ستكون سعيدة بالسماح بتسريع هذه التجارة”.
وقال بعض المحللين إن التهديدات بالرسوم الجمركية يمكن اعتبارها تكتيكا تفاوضيا.
وقالت لين سونغ، كبيرة الاقتصاديين في بنك آي إن جي لشؤون الصين الكبرى: “الجانب المشرق في هذا هو أنه بدلاً من سيناريو التعريفات الجمركية المدفوع أيديولوجياً حيث لا يوجد الكثير مما يمكن فعله لتجنب حرب تجارية ثانية كبرى، طالما كان هناك مجال للتفاوض، فهناك إمكانية لنتيجة أقل ضرراً”.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، في أحدث تعاملات 107.04. وانخفض اليورو 0.18% إلى 1.04785 دولار، في حين سجل الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات 1.25525 دولار، بانخفاض 0.14% خلال اليوم.
تلقت العملة الموحدة في منطقة اليورو ضربة قوية يوم الجمعة بعد أن أظهرت مسوحات التصنيع الأوروبية ضعفا واسع النطاق، في حين جاءت المسوحات الأمريكية مفاجئة إلى حد ما.
وكان الين في حالة استثناء، إذ ارتفع بنسبة 0.4% إلى 153.55 ين للدولار.
وبالانتقال إلى العملات المشفرة، تم تداول البيتكوين عند 94,375 دولار، وهو أقل بكثير من أعلى مستوى قياسي بلغ 99,830 دولار والذي سجلته الأسبوع الماضي.
شهدت عملة البيتكوين جني أرباح قبيل حاجز 100 ألف دولار الرمزي، بعد أن ارتفعت بأكثر من 40% منذ الانتخابات الأمريكية وسط توقعات بأن ترامب سيخفف البيئة التنظيمية للعملات المشفرة.
