ارتفع الدولار الأمريكي، مقابل الين الياباني، اليوم الاثنين، بعدما أشار محافظ البنك المركزي الياباني إلى مزيد من تشديد السياسة النقدية في المستقبل لكنه ترك مسألة التوقيت مفتوحة بينما استقر اليورو بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في عام أواخر الأسبوع الماضي.
أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا أن أسعار الفائدة ستواصل الارتفاع تدريجيا إذا تطور الاقتصاد بما يتماشى مع توقعات البنك المركزي، وفق رويترز.
ولكن محافظ بنك اليابان لم يشر إلى ما إذا كان سيتم رفع الفائدة في ديسمبر/كانون الأول، قائلا إن بنك اليابان سيحتاج إلى الانتباه إلى المخاطر المختلفة، بما في ذلك المخاطر التي تهدد الاقتصاد الأميركي.
وكانت هذه أول فرصة له للتحدث بشكل مباشر عن السياسة النقدية منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
أدى الافتقار إلى التوجيه الواضح إلى ارتفاع الدولار بنسبة 0.51% إلى 154.95 ين، بعيدًا عن أدنى مستوى سجله يوم الجمعة عند 153.86.
وتراجع الدولار في أواخر الأسبوع الماضي بعد أن حذر وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو السوق يوم الجمعة من التدخل المحتمل إذا انخفض الين كثيرًا وبسرعة كبيرة.
كان السوق يقدر احتمالات رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع السياسة المقبل في 19 ديسمبر بنحو 55%، وهو ما لم يتغير كثيرا عن الفترة التي سبقت الخطاب.
ومقابل سلة من العملات، استقر الدولار عند 106.7، بعد أن لامس أعلى مستوى في عام عند 107.07 يوم الجمعة. وارتفع المؤشر بنسبة 1.6% الأسبوع الماضي، مسجلا ستة أسابيع من المكاسب في الأسابيع السبعة الماضية.
وتزامن الارتفاع مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بنحو 70 نقطة أساس منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 5.4% مع تزايد جاذبية السندات الأميركية.
ارتفع اليورو قليلا أمام الدولار إلى 1.0547 دولار، رغم أنه ظل قريبا بشكل غير مريح من أدنى مستوى له في عام عند 1.0496 دولار الذي سجله يوم الخميس.
تسبب فوز ترامب في الانتخابات في انخفاض قيمة اليورو مع قيام المستثمرين بتسعير احتمال فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والصين، الشريك التجاري الرئيسي لأوروبا. وبدأ المستثمرون والمحللون يتحدثون عن احتمال انخفاض العملة إلى مستوى التعادل، حيث يساوي اليورو دولارا واحدا.
وقال فرانسيسكو بيسول، استراتيجي العملة في آي إن جي: “إذا نظرنا إلى العام المقبل، أعتقد أنه من العدل أن نعتقد أننا قد نتداول بالقرب من التكافؤ أو عند التكافؤ، ويعتمد الأمر حقًا على تنفيذ أجندة الحماية من قبل ترامب”.
تترقب الأسواق من سيختاره ترامب لمنصب وزير الخزانة، وذكرت العديد من التقارير الإعلامية أن الرئيس المنتخب وسع قائمة المرشحين المحتملين لتشمل محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق كيفن وارش والمدير التنفيذي الملياردير مارك روان.
يفترض المحللون بشكل عام أن سياسات ترامب التي تتلخص في فرض التعريفات الجمركية وتقليص الهجرة وخفض الضرائب الممولة بالديون سوف تكون تضخمية، مما يحد من نطاق المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
كما عانى الجنيه الإسترليني من قوة الدولار الأخيرة، وانخفض بنحو 2.5% منذ الانتخابات، لكنه ظل ثابتًا اليوم الاثنين عند 1.2619 دولار.
ومن المقرر أن يتحدث ما لا يقل عن سبعة مسؤولين من بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، فضلاً عن عدد من محافظي البنوك المركزية الأوروبية.
سيكون جدول البيانات في الولايات المتحدة خفيفًا هذا الأسبوع، ولكن من المقرر أن تصدر المملكة المتحدة واليابان وكندا تقارير تضخم مهمة، في حين ستوفر مسوحات التصنيع التي ستصدر في وقت متأخر من الأسبوع فكرة عن أداء المعنويات منذ الانتخابات الأمريكية.
