قفز مؤشر أشباه الموصلات في الصين، إلى ما يقرب من أعلى مستوى في ثلاثة أعوام، اليوم الاثنين، وسط رهانات على أن توجيها أمريكيا بوقف شحنات شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات من الرقائق المتقدمة إلى العملاء الصينيين قد يسرع جهود بكين لتحقيق الاعتماد على السوق المحلي.
تستعد شركة تايوان لصناعة الرقائق لتعليق شحنات بعض الرقائق المتطورة لبعض العملاء الصينيين، اعتبارا من اليوم الاثنين، بعد تلقي خطاب من وزارة التجارة الأمريكية بفرض قيودا على تصدير تلك المنتجات، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وقال محللون إن هذه الخطوة قد تؤدي إلى بعض الألم قصير الأجل للشركات الصينية العاملة في تصميم الرقائق لمسرعات الذكاء الاصطناعي ووحدات معالجة الرسومات، لكنها قد تفيد قطاع صناعة الرقائق المحلي حيث لن يكون أمام الشركات سوى بدائل قليلة.
قفز مؤشر CSI Semiconductor بأكثر من 6% خلال التداولات اليوم الاثنين إلى أعلى مستوى منذ 20 ديسمبر 2021، بينما ارتفع مؤشر CSI Integrated Circuits بنسبة 5%. ارتفعت أسهم SMIC، أكبر مصنع للسبائك في الصين والبديل الرئيسي لشركة TSMC في البلاد، بأكثر من 4%.
وقالت شركة الوساطة الصينية سيندا للأوراق المالية في مذكرة نشرتها أمس الأحد: “على المدى المتوسط والطويل، فإن ذلك سيجبر على إعادة تنظيم سلسلة التوريد، وزيادة الطلب على قدرة إنتاج العمليات المتقدمة المحلية، وتعزيز الاختراقات التكنولوجية في معدات ومواد أشباه الموصلات الأولية“.
سعت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية ومصممي الرقائق في السنوات الأخيرة إلى تصميم معالجاتها المتقدمة بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة هواوي تكنولوجيز ومنعت شركات مثل إنفيديا وأيه إم دي من بيع رقائقها الأكثر تطوراً إلى الصين.
يعتمد الكثيرون على شركة TSMC التايوانية، الشركة الرائدة عالميًا في تصنيع الرقائق الإلكترونية، في الإنتاج. وفي الربع الثالث، جاءت 11% من إيرادات TSMC من الصين، وفقًا للشركة.
فرضت الولايات المتحدة قيودا على تصدير رقائق شركة TSMC المصنعة للرقائق بتقنية 7 نانومتر أو أكثر، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
المصنع الوحيد في الصين القادر على إنتاج الرقائق بتقنية 7 نانومتر هو SMIC، والذي يعرف بمساعدة هواوي في إنتاج الرقائق المستخدمة في أحدث هواتفها الذكية، بما في ذلك Mate 60 وPura 70.
وقال محللون إن شركة SMIC كانت تصنع مثل هذه الرقائق المتقدمة باستخدام معدات توفرها شركات مثل ASML الهولندية وشركة Applied Materials الأمريكية، والتي تمكنت من تخزينها قبل سريان العقوبات الأمريكية.
ومع ذلك، واجهت شركة SMIC صعوبات في زيادة الإنتاج بسبب ضوابط التصدير الأمريكية التي تمنعها من شراء المعدات اللازمة لتصنيع الرقائق المتقدمة، في حين أن البدائل المحلية ليست جاهزة بعد لهذه الجهود.
وذكرت وكالة رويترز في فبراير/شباط أن شركة SMIC اضطرت بسبب قيود التصنيع إلى إعطاء الأولوية لإنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي لشركة هواوي على شرائح الهواتف الذكية، حيث يُنظر إلى الأولى على أنها أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية.