خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 لتعكس البيانات الصادرة حتى الآن هذا العام وخفضت أيضا التوقعات للعام المقبل، وهي المرة الثالثة على التوالي التي تعدل فيها المنظمة التوقعات بالخفض.
ويسلط خفض التوقعات الضوء على المعضلة التي تواجه تحالف أوبك+، الذي يضم “أوبك” وحلفاء مثل روسيا، إذ يعتزم التحالف البدء في زيادة الإنتاج في ديسمبر بعد تأجيل هذه الخطوة في وقت سابق بسبب انخفاض الأسعار.
وقالت “أوبك” في تقريرها الشهري الذي أصدرته اليوم إن الطلب العالمي على النفط سينمو بمقدار 1.93 مليون برميل يوميا في عام 2024، مقابل 2.03 مليون برميل يوميا في التوقعات السابقة الشهر الماضي.
وأبقت “أوبك” على توقعاتها دون تغيير منذ صدورها لأول مرة في يوليو 2023 وحتى أغسطس.
وتقف الصين وراء الجزء الأكبر من خفض التوقعات لعام 2024، إذ خفضت “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يوميا من 650 ألف برميل يوميا.
النفط والتحديات الاقتصادية
وقالت “أوبك” إنه في حين ستدعم تدابير التحفيز الحكومية الصينية الطلب في الربع الرابع، فإن استخدام النفط يواجه رياحا معاكسة من التحديات الاقتصادية والخطوات نحو الوقود الأنظف.
وفي إشارة إلى أغسطس، قالت المنظمة “استهلاك الديزل مستمر في التقلص بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي، وخاصة التباطؤ في البناء وتشييد المساكن، واستخدام الغاز الطبيعي المسال بدلا من وقود الديزل البترولي في الشاحنات”.
وبعد صدور التقرير، انخفض النفط بنحو 2% مع تداول خام برنت دون 78 دولارا للبرميل.
وهناك تباين كبير في توقعات نمو الطلب في عام 2024، ويرجع ذلك جزئيا إلى اختلاف التوقعات بشأن الطلب من الصين ووتيرة التحول العالمي إلى مصادر الوقود الأقل تسببا في التلوث. ولا تزال توقعات “أوبك” هي الأعلى بين تقديرات قطاع النفط مقارنة مع وكالة الطاقة الدولية.
وقالت “أوبك” إن نمو الطلب هذا العام لا يزال أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 1.4 مليون برميل يوميا المسجل قبل جائحة كوفيد-19، التي تسببت في انخفاض استهلاك النفط حينها.
وخفضت “أوبك” أيضا التوقعات لنمو الطلب على النفط في 2025 إلى 1.64 مليون برميل يوميا مقابل 1.74 مليون برميل يوميا في التوقعات السابقة.