استورد لبنان مواد بناء مصرية بقيمة 144 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من 2024، مقابل 107 ملايين دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنمو 35%، وفق موقع العربية.
ويعد لبنان ضمن أكبر 10 مستوردين لمواد البناء المصرية، فيما يعتبر ثاني أكبر مستورد للرخام وخامس أكبر مستورد للأسمنت والسيراميك من الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الشرق الأوسط.
وخلال الفترة من يناير إلى نهاية أغسطس، رفع لبنان وارداته من الأسمنت المصري بنسبة 200%، إذ استورد بما قيمته 25.6 مليون دولار، مقابل 8.6 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وشهدت الفترة نفسها استيراد لبنان حديد وصلب من مصر بقيمة 31.8 مليون دولار بزيادة 50% عن الفترة المقارنة، كما استورد رخام بقيمة 20.5 مليون دولار بزيادة 33%، وسيراميك بقيمة 4.7 مليون دولار بنمو 3%.
وحسب العربية، يواجه لبنان حالياً واحدة من أخطر المحطات في تاريخه على حد وصف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، جراء الهجوم الإسرائيلي على جنوب البلاد، والذي تسبب في نزوح نحو مليون شخص.
وآثار إعلان إسرائيل التوغل في عدد من النقاط اللبنانية الحدودية، بعد مزاعمها بتحويل حزب الله قرى لبنانية إلى قواعد جاهزة للهجوم على إسرائيل، مخاوف بعض مصدري مواد البناء المصرية خاصة العاملين بقطاعات السيراميك والرخام، والذين يعتبرون بيروت سوقاً رئيسية لمنتجاتهم، فيما استبعدت شركات الأسمنت أي تأثر.
تأثير مؤقت
توقع رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية في مصر، وليد جمال الدين، تأثر الصادرات إلى لبنان بشكل محدود ومؤقت جراء الأحداث التي تمر بها حالياً.
وقال جمال الدين لـ “العربية Business”: “عدة أيام وقد تعود الأمور إلى طبيعتها في السوق اللبنانية.. لو هناك شحنات تصديرية في البحر أعتقد ستصل، لكن قد تتعطل الشحنات التي لم تخرج من المصانع لحين استقرار الأوضاع”.
وأضاف أن هناك أسواقا أخرى ستعوّض أي تراجعات في السوق اللبنانية وفي مقدمتها ليبيا التي نتلقى منها طلبات تصدير ضخمة لتلبية احتياجات خطة إعادة الإعمار.
“هناك ازدحام مروري في ليبيا حالياً بسبب زيادة عدد سيارات الأسمنت المصرية الراغبة في الدخول”، بحسب رئيس المجلس، والذي توقع قفزة كبيرة في صادرات الأسمنت إلى ليبيا خلال الأشهر المقبلة.
واستوردت ليبيا أسمنتاً من مصر بقيمة 89.6 مليون دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى العام الحالي، مقابل 51.7 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بنمو 74%.
أسواق بديلة
استبعد رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات المصرية، أحمد شيرين كريم، تأثر صادرات الأسمنت المصرية حال توقف التصدير للسوق اللبنانية، رغم كونه من الوجهات الرئيسية للقطاع.
وقال كريم لـ “العربية Business”: “لدينا طلبات تصدير أسمنت بكميات كبيرة جداً ولأسواق مختلفة.. عندنا ضغط كبير على التصدير خاصة من ليبيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا”.
وعلى العكس، قال مصدر بقطاع الرخام لـ “العربية Business”، إن لبنان يعد ضمن أكبر 5 مستوردين للرخام والجرانيت من مصر بجانب ليبيا والجزائر والسعودية وتركيا، وإن اضطراب الأوضاع هناك قد يكون له تأثير ملحوظ على صادرات القطاع خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المصدر أن السوق اللبنانية كانت أكثر القطاعات نمواً لصادرات الرخام المصرية منذ بداية العام، وأن خسارتها قد يكون له أثر سلبي على القطاع إذا لم تسارع الشركات المصدرة في البحث عن أسواق بديلة، أو زيادة الحصص التصديرية للأسواق الحالية.