أظهرت توقعات في قطاع الطاقة في بريطانيا أن البلاد في طريقها إلى تحقيق مستويات قياسية في توليد الطاقة الشمسية هذا الصيف، بينما تدفع الحكومة بخطط لمضاعفة حجم الطاقة الشمسية المولدة بحلول نهاية العقد الجاري.
ورجحت بيانات شركة ICIS لبيانات سوق الطاقة التي جمعتها لصالح صحيفة “الجارديان”، أن يرتفع إنتاج الطاقة الشمسية في الفترة ما بين يونيو وأغسطس بنحو الربع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما أشارت إلى ارتفاع إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة 16% على الرقم القياسي الصيفي السابق لعام 2022.
ومن المرجح أن يصل حجم توليد الطاقة الشمسية في الصيف إلى 5.86 تيراواط في الساعة بحلول نهاية أغسطس، بحسب الأرقام، بعد أن ارتفع الإنتاج الشهري إلى ما يزيد قليلاً عن 2 تيراواط في الساعة لأول مرة في يونيو.
وبرغم الأحوال الجوية السيئة نسبيًا هذا الصيف، يظل من الممكن توليد كمية كبيرة من الطاقة الشمسية خلال الأشهر التي تكون ساعات النهار أطول فيها. ولا تحتاج الخلايا الكهروضوئية في الألواح الشمسية إلى التعرض لضوء الشمس المباشر كي تعمل، فهي تعمل حتى في الأيام الملبدة بالغيوم، بل إن كفاءتها تنخفض عندما تصبح شديدة الحرارة.
وبحسب تقرير الصحيفة، من المتوقع أن يزداد توليد الطاقة الشمسية في بريطانيا بشكل أكبر في السنوات القادمة بعد أن وافقت حكومة حزب العمال على ثلاث مزارع شمسية كبيرة في شرق إنجلترا في غضون أسابيع من وصولها إلى السلطة، بعد أن عرقل وزراء حزب المحافظين هذه المشروعات بسبب المعارضة المحلية.
وبمجرد بناء المواقع الثلاثة في جيت بيرتون في لينكولنشاير، ومالارد باس على الحدود بين لينكولنشاير وروتلاند، وفي سونيكا على حدود سوفولك -كمبريدجشاير، ستوفر ما يعادل ثلثي طاقة الأنظمة الشمسية المثبتة على الأسطح المنازل وعلى الأرض في العام الماضي بأكمله.
ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة قرارًا آخر في غضون أسابيع بشأن ما إذا كانت ستتحدى المعارضة المحلية من خلال إعطاء الضوء الأخضر لأكبر مزرعة للطاقة الشمسية في بريطانيا في موقع كوتام على حدود نوتنجها مشاير ولينكولنشاير، والتي ستغطي مساحة تبلغ ثمانية أضعاف مساحة هايد بارك في وسط لندن.
وفي إطار “ثورة أسطح المنازل” التي أطلقتها الحكومة، وعد رئيس الوزراء كير ستارمر بتزويد ملايين من المنازل الإضافية بالألواح الشمسية من أجل خفض فواتير الطاقة والمساعدة في الوفاء بتعهده الانتخابي بجعل المملكة المتحدة قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة.
ووعدت الحكومة بمضاعفة قدرة توليد الطاقة الشمسية ثلاث مرات بحلول عام 2030، مع مضاعفة كمية طاقة الرياح البرية مرتين ومضاعفة طاقة الرياح البحرية أربع مرات. ومع ذلك، من المتوقع أن تعارض المجتمعات المحلية هذه التطورات الكبرى في المناطق الريفية التي قد تُقام فيها محطات فرعية كبيرة وأبراج وخطوط كهرباء علوية، بحسب لصحيفة.
وقال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والحياد المناخي: “الطاقة الشمسية هي جوهر مهمتنا في جعل بريطانيا قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة وأكثر استقلالية في مجال الطاقة”.
وأضاف: “في غضون أسبوع واحد، وافق وزير الطاقة على حجم طاقة شمسية أكبر مما تم تركيبه في العام الماضي وعلى نطاق أوسع، نحن نمضي قدمًا وبسرعة أكبر مع ثورة أسطح المنازل للطاقة الشمسية لضمان ملاءمة المنازل الجديدة لمستقبل يتحقق فيه الحياد المناخي”.