تراجعت أسعار النفط بنسبة طفيفة، اليوم الثلاثاء، وكسرت سلسلة مكاسب استمرت 5 جلسات، مع إعادة تركيز الأسواق العالمية للخام على مخاوف الطلب بعد أن خفضت أوبك توقعات نمو الطلب في 2024 بسبب ضعف التوقعات في الصين.
هبطت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 57 سنتا أو 0.7% إلى 81.73 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتا أو 0.6% إلى 79.58 دولار للبرميل.
وكان برنت قد ارتفع أكثر من 3% أمس الاثنين، في حين قفزت العقود الآجلة للخام الأمريكي بأكثر من 4%، وفق “رويترز”.
سلط خفض توقعات الطلب العالمي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لعام 2024 الضوء على المعضلة التي تواجهها مجموعة أوبك+ الأوسع نطاقا في زيادة الإنتاج اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول.
وكان خفض توقعات أوبك لعام 2024 هو الأول منذ أن تم في يوليو/تموز 2023، ويأتي بعد دلائل متزايدة على أن الطلب في الصين تأخر عن التوقعات بسبب انخفاض استهلاك الديزل، في حين تعوق الأزمة في قطاع العقارات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال ييب جون رونغ، محلل الأسواق: “لا تزال مخاوف الطلب على النفط الخام مطروحة”، مضيفًا أن التحفظات لا تزال قائمة قبل بيانات التضخم الأمريكية القادمة.
وأوضح محلل الأسواق أن “أي انعكاس للمخاطر الاقتصادية الأعلى قد يثقل كاهل أسعار النفط، في وقت خفضت فيه أوبك+ توقعاتها للطلب لعام 2024 ومن المقرر أن تتراجع عن تخفيضات الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما قد يشير إلى سوق نفط أقل تشددًا في المستقبل“.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس الاثنين، إن الصراع في الشرق الأوسط تصاعد، حيث تستعد الولايات المتحدة لما قد يكون هجمات كبيرة من قبل إيران أو وكلائها في المنطقة في أقرب وقت من هذا الأسبوع.
وأضاف المحللون أن أي هجوم قد يضيق الوصول إلى إمدادات الخام العالمية ويعزز الأسعار.
وتابع المحللون أن الهجوم قد يدفع الولايات المتحدة أيضًا إلى فرض حظر على صادرات الخام الإيراني، مما قد يؤثر على 1.5 مليون برميل يوميًا من الإمدادات.
وتستعد الأسواق أيضًا لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي غدا الأربعاء، وهو تقرير سيقدم قراءة حاسمة للتضخم، مع قلق المستثمرين الآن من أن رقم مؤشر أسعار المستهلك المنخفض بشكل مفرط من شأنه أن يثير المخاوف من التباطؤ.
حتى أن أسواق المال راهنت على خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، متوقعة تخفيفًا إجماليًا بمقدار 100 نقطة أساس بنهاية عام 2024.
تميل تخفيضات أسعار الفائدة إلى زيادة النشاط الاقتصادي، مما يزيد من استخدام مصادر الطاقة مثل النفط.