عقدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعا مع ممثلي الجاليات المصرية في اليونان وقبرص ومالطا، ضمن مبادرة «ساعة مع الوزيرة»، عبر الفيديو كونفرانس، بحضور السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، وذلك في إطار استراتيجية وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الخاصة بتعزيز التواصل والارتباط مع المصريين بالخارج، ومشاركتهم في جهود التنمية بالدولة، والتعرف على كل ما يواجهونه من تحديات لتذليلها.
في بداية الاجتماع، رحبت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، بأعضاء الجاليات المصرية، مؤكدة أن العلاقات المصرية مع اليونان وقبرص ومالطا، شهدت نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، مشيرة إلى توقيع اتفاقية العمالة الموسمية مع اليونان، بتصدير مزارعين مصريين إليها في ظل احتياجها للعمالة الشابة القادرة على تحقيق رغباتها، فضلا عن أنه جار التفاوض لإبرام اتفاقية مماثلة مع قبرص، وسط مساع لتقنين أوضاع المصريين المقيمين بشكل غير شرعي هناك، في ظل الاحتياج لهم وتوفير العائد المادي المناسب لما يقدمونه من أعمال إذا كان هناك حاجة لهم في سوق العمل.
وأوضحت السفيرة سها جندي أن استراتيجية الوزارة تستهدف التواصل مع كافة شرائح المصريين بالخارج، وفي إطارها يتم التواصل المباشر مع الجاليات المصرية بالخارج، والتي تسعى من خلالها لحل أي مشكلات أو تحديات تواجهها؛ مبينة أن مبادرة «ساعة مع الوزيرة» تعد واحدة من ركائز هذه الاستراتيجية، بهدف التواصل المستمر والفاعل والوصول لأكبر عدد من الجاليات بكل دول العالم، وربطهم في مختلف جهود الدولة المصرية للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن وزارة الهجرة تولي اهتماما بالتواصل الفعال والمستمر أيضا مع المستثمرين المصريين بالخارج وتعمل على حل مشكلاتهم والاستجابة لمطالبهم ومقترحاتهم وتذليل كافة العقبات أمامهم كهدف رئيسي تسعى وزارة الهجرة لتحقيقه.
وتناولت سيادتها المحفزات التي عملت عليها وزارة الهجرة للمصريين بالخارج، منذ توليها مهام الوزارة في أغسطس 2022، منوهة جهود إنشاء شركة المصريين بالخارج للاستثمار، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية ذات الاختصاص المشترك و10 من المستثمرين المصريين بالخارج، حيث تم تأسيس شركة مساهمة لاستثمارات المصريين بالخارج، كي تكون كيانا جاذبا لاستثمارات المصريين بالخارج في عدد من القطاعات الاقتصادية منها الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، كذلك تم خلق مسارات بديلة لزيادة التحويلات بطرق غير مباشرة، تقدم كافة ما يحتاجونه المصريين من خدمات من مصر، وفقا للمتطلبات التي أعربوا عنها في مؤتمر المصريين في الخارج، وبينها شهادات الادخار البنكية بالعملة الصعبة بعوائد، والتي تعد الأعلى في العالم، وأيضا إطلاق مبادرة التسوية التجنيدية للمصريين بالخارج، مشيرة إلى أن المبادرة لاقت إقبالًا واسعًا من المصريين في الخارج.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن الوزارة أطلقت مبادرة السيارات للمصريين بالخارج، مؤكدة أنها جاءت بعد الكثير من المطالبات المستمرة للمصريين بالخارج، حيث تضمنت بعض التيسيرات والإعفاء من كافة الجمارك والضرائب والرسوم على السيارة الشخصية للمصريين بالخارج، مقابل وديعة بالدولار لمدة 5 سنوات ويتم استرداها بالكامل بالجنيه المصري بسعر صرف يوم الاسترداد، لافتة إلى الجهود التي يتم بذلها بالتعاون مع وزارة الاتصالات لإصدار وإطلاق أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج، يحتوي على العديد من الخدمات والمزايا التي تقدم لهم من مختلف الجهات، إلى جانب تحركات ومساعي الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية، لبحث سبل وضع آلية وسرعة نقل الأوراق الثبوتية للجاليات المصرية بالخارج، لتلبية طلباتهم في هذا الإطار، من خلال خدمات البريد السريع مقابل تحصيل رسوم إضافية بالعملة الأجنبية.
وأوضحت السفيرة سها جندي أنه بالتعاون مع البنك المركزي والبنوك الوطنية تم إصدار الشهادات الدولارية بعائد تنافسي مرتفع والتحفيز على فتح حسابات دولارية، بفائدة تصل إلى 7% و 9% وهو أعلى عائد بالعالم، مشيرة إلى أنه يتم العمل على تدشين منصة الكترونية تنشأ بقرار من رئاسة مجلس الوزراء تحت اسم بوابة العاملين المصريين بالخارج، وتكون تابعة لمجلس الوزراء بشأن تجديد الإعارات الخارجية وتجديد الإجازات والترخيص بعمل الزوج المرافق والزوجة، وتقديم الشكاوى وغيرها للمصريين بالخارج، فضلا عن توفير صكوك الأضاحي للمصريين بالخارج في عيد الأضحى المبارك بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي»، التي تم إطلاقها بهدف الحفاظ علي الهوية الوطنية لأبناء المصريين بالخارج، وذلك من خلال إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي» تحت شعار «جذورنا المصرية» لتعريف أبناء المصريين بالخارج أيضًا بحضارتهم العظيمة وبتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ، كذلك تدشين منصة “بودكاست”، حرصا على تعريف أبناء في مصر في الخارج خاصة الأجيال الناشئة، بتاريخ الأعياد والمناسبات لحضاراتهم العريقة عبر ممر العصور.
كما تناولت الوزيرة مختلف المسارات البديلة التي تم إطلاقها بالتعاون مع مختلف الوزارات والتي أفادت المصريين في الخارج في مقابل الدفع بالعملة الصعبة، مثل تخفيض خاص في تذاكر “مصر للطيران” للعائلات المصرية بالخارج، وطرح وحدات سكنية وأراضي للمصريين بالخارج بالتعاون مع وزارة الإسكان، وبرامج التأمينات مع الهيئة العامة التأمينات والمعاشات، وإطلاق شهادة “معاشك لبكره بالدولار” مع هيئة الرقابة المالية والبنك الأهلي المصري، والطلب الذي ألح المصريون عليه، والذي تم تطبيقه من خلال برنامج التسوية التجنيدية للأبناء بالتعاون مع وزارة الدفاع، هذا بالإضافة للاستجابة لطلباتهم لما في ذلك برنامج “أبناؤنا في الخارج” مع وزارة التربية والتعليم ومدارس المسار المصري، والتعاون مع وزارة التعليم العالي في إجلاء جميع أبناءنا الدارسين في دول نزاعات وإعادتهم لأرض الوطن في عملية إنقاذ لحياتهم ومستقبلهم، مشيدة بالدور الذي قدمه مركز “ميدسي” لشباب الدارسين في الخارج والتابع لوزارة الهجرة.
وأوضحت السفيرة سها جندي أن من ضمن الاهتمامات بملف المصريين بالخارج، يتم العمل على إطلاق أول تطبيق إلكتروني للمصريين بالخارج يتضمن المحفزات وخدمات المصريين بالخارج، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يضم كافة المحفزات الاستثمارية والمزايا التي يتم تقديمها للمصريين بالخارج من كافة جهات الدولة، ويتم التسجيل عليه بالرقم القومي ويشمل كافة الخدمات الرقمية المقدمة للمصريين بالخارج، حيث من المقرر إطلاقه خلال النسخة الخامسة من مؤتمر المصريين بالخارج الذي يعقد على مدار يومين 4 و5 أغسطس المقبل، وأيضا إطلاق صندوق “حماية وتأمين المصريين بالخارج”، والذي سيعمل على توفير مظلة للحماية الاجتماعية والتأمينية ضد حالات الطوارئ، سواء التعرض لحادث أو ترك العمل بالخارج أو توفير المساعدة القانونية لهم وصولا إلى شحن الجثامين في حالة الوفاة بسبب حادث أو وفاة طبيعية، وسيكون باشتراك عضوية شهري بسيط يدفعه المصريون في الخارج بفوائد عالية، بحيث لا ينتقص من الأصول ويتم التعامل مع الحالات الطارئة من الفوائد الاستثمارية، كما أنه سيكون تكافليا واستثماريا لأعضائه، يوفر ما يحتاجه المصريون بالخارج ممن يرغبون في الاشتراك.
كما شددت وزيرة الهجرة على أن الوزارة تعمل على ملف “التدريب من أجل التوظيف”؛ كبديل آمن للشباب ضد الهجرة غير الشرعية؛ وذلك تماشيا مع خطط الدولة للتنمية المستدامة، من خلال المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، حيث استطاع تقديم خدمات المشورة والنصائح بشأن فرص التوظيف والتدريب في مصر وخاصة للعائدين من الخارج أو لمن يرغبون في تعزيز مسيرتهم المهنية، حتى أصبح نموذجا يمكننا استنساخه مع الدول الراغبة والشركاء الدوليين للتعاون بإنشاء مراكز مماثلة مستقبلا، منها إيطاليا وهولندا.
واستمعت وزيرة الهجرة إلى أعضاء الجاليات المصرية ومقترحاتهم وكافة التحديات التي تواجههم، حيث ارتكزت مطالبهم بمناشدة سيادتها بالسعي إلى فتح مبادرة سيارات المصريين بالخارج، مرة أخرى وبشكل مستمر، لما احتوته من مميزات كثيرة لجموع المصريين بالخارج، خاصة بعد حرصها الشديد على إطلاق هذه المبادرة، وتسهيل إجراءاتها لاستجلاب السيارات وتلبية رغباتهم وتطلعاتهم التي طالما نادوا بها، حيث أشار أحد خبراء الاقتصاد المصريين إلى أن هذا المبادرة لديها الكثير من الأيادي البيضاء على الاقتصاد المصري في وقت الأزمات الاقتصادية، شاكرا وزارة الهجرة على هذا المقترح العظيم، حيث وعدت سيادتها بعرض هذا الطلب مرة أخرى مع الجهات المعنية والمسئولة وعرضه على دولة رئيس مجلس الوزراء، كما ناشد المشاركون بفتح خط طيران مباشر بين مصر ومالطا، مما يساهم في زيادة تبادل السياح وتنشيط الحركة السياحية، مشيدين بجهود وزارة الهجرة والسفيرة سها جندي، وما تقدمه من محفزات للمصريين بالخارج، وتناولت المناقشات الكثير من الموضوعات بما في ذلك السياسية والاقتصادية والخدمات الجمركية والوثائق الثبوتية التي يحتاجها المصريين للعمل بالخارج والسياحة والاقتصاد والاستثمار.
فيما أشار اللواء إيهاب الحيني، ممثل قطاع الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، إلى التعاون مع وزارة الهجرة، بشأن آلية وسرعة نقل الأوراق الثبوتية للجاليات المصرية بالخارج، للتيسير على المصريين بالخارج وتلبية طلباتهم، موضحا أن ذلك يتم وفقا لقوانين وإجراءات ورسوم يتم تحديدها، وذلك بالتعاون مع وزارتي الهجرة والخارجية بعد استيفاء الأوراق اللازمة بالتنسيق مع السفارات المصرية في الخارج، مبينا أن التنسيق مستمر ومتواصل مع السيدة وزيرة الهجرة، مشيدا بما تقوم به من جهود حثيثة لتلبية كافة احتياجات المواطنين المصريين بالخارج.
وفي ختام الاجتماع، أكدت السفيرة سها جندي اهتمامها الشديد بمركز وزارة الهجرة لشباب المصريين بالخارج “ميدسي” وحرص سيادتها على إدارة هذا الملف، في إطار الدور المنوط بوزارة الهجرة في ربط شباب الدارسين المصريين بالخارج بوطنهم والعمل على تلبية احتياجاتهم والاستفادة من خبرتهم، معربة عن سعادتها وترحيبها الكامل بلقاء الجاليات المصرية بالخارج وتلقي مقترحاتهم، لافتة إلى أن كل ما يتم اقتراحه يلقى عناية كبيرة والعمل على تلبيته في ظل اهتمام القيادة السياسية بملف المصريين بالخارج.