توقع خبراء مصرفيون أن تحقق البنوك الرقمية طفرة في عالم الخدمات والمنتجات المصرفية التي تقدمها البنوك، خاص مع اعتمادها بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي وتقليل التعامل مع العنصر البشري.
ووافق مجلس إدارة البنك المركزي المصري على منح شركة مصر للابتكار الرقمي الموافقة المبدئية لإطلاق أول بنك رقمي، وأعلنت الشركة عن اسم البنك الرقمي المزمع إطلاقه، وأكدت في بيان صحفي أن onebank “وان بنك” هو أول بنك رقمي في مصر يحصل على الموافقة المبدئية من البنك المركزي المصري، وبذلك تنتهي المرحلة الأولى من إجراءات الترخيص والتي شملت الفحص النافي للجهالة على البنية التحتية، وأنظمة البنك، والأمن الخاص بتلك الأنظمة، حتى يتأكد البنك المركزي من قدرة البنك على تقديم الخدمات المصرفية للعملاء بشكل مستقر وآمن.
قال الدكتور أحمد شوقي الخبير المصرفي، إن البنوك الرقمية تستهدف تقديم مجموعة متنوعة من الحلول المالية من خلال تطبيقات التكنولوجيا المالية Finteck والتي ستؤدي إلى تطور الخدمات البنكية في مصر، ومنتجات مخصصة متطورة ومتماشية مع نمط حياة العملاء من خلال استخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة، والعمل على جذب شريحة كبيرة من العملاء لا سيما فئة الشباب والمرأة، والتي بدورها ستسرع من زيادة معدلات الشمول المالي لتتجاوز ٧٠,٧% والقضاء على الاقتصاد غير الرسمي .
أكد أن البنوك الرقمية تحتاج إلى بنية تكنولوجيا قوية قادرة على تلبية احتياجات البنوك الرقمية وتتمتع بأعلى درجات الأمان من مخاطر الهجوم الإلكترونية وغيرها، كما ستدعم البنوك الرقمية سرعة تفعيل العملات الرقمية المركزي والتي تسعى مصر لتطبيقها للتحول نحو مجتمع أقل اعتمادا على النقود cashless society فضلا عن أن البنوك الرقمية ستعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي والذي سيساعد في عمل التحليلات التنبؤية بحجم السيولة والمسحوبات وتحسين جودة محافظ الائتمان مما يقلل التكلفة دون الرجوع إلى العنصر البشري التقليدي في تقديم الخدمات المصرفية و الذي سيقل دوره بشكل كبير في هذه المنظومة وتوفير فرص عمل مستحدثة في ظل التطور التكنولوجي لاستخدام تلك التطبيقات .
كما ستساهم في زيادة الاستثمار المباشر في ضوء تسريعها لعمليات التحويلات المصرفية حيث أظهرت الدراسات أن كل زيادة في ١٠% في المدفوعات غير النقدية سيساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي باكثر من مليار دولار امريكي وتوفير أكثر من ٢٠٠ الف فرصة عمل .
حصول بنك مصر على رخصة أول بنك رقمي علامة فارقة في مسيرة تطوير القطاع
أكد أحمد مصلوح خبير التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، أن قطاع الخدمات المصرفية في مصر يشهد ثورة رقمية هائلة مع ظهور البنوك الرقمية حيث تُقدم هذه البنوك تجربة مصرفية جديدة كليًا للعملاء من خلال التطبيقات والمنصات الإلكترونية اعتمادا علي القنوات البنكية البديلة مثل تطبيق الهاتف المحمول والانترنت البنكي والمصادقة من خلال التقنيات الحديثة Biometric مثل التعرف علي الوجه Facial recognition و التحقق بالبصمة كما تم مؤخرا إضافة التحقق بمسح لقزحية العين Iris Recognition او شبكية العين Retina Recognition وهى طريقة اكثر امانا للمصادقة البيومترية لتعزيز الأمان وسهوله المعاملات، مما يوفر عليهم الوقت والجهد ويُتيح لهم إمكانية الوصول إلى حساباتهم وإدارة أموالهم من أي مكان وزمان.
ويرى أن حصول بنك مصر على رخصة أول بنك رقمي في مصر علامة فارقة هامة في مسيرة تطوير القطاع المالي المصري، حيث تعكس هذه الخطوة حرص البنك المركزي المصري على مواكبة التطورات العالمية في مجال الخدمات المالية، وسعيه لتعزيز الشمول المالي وتوفير خدمات مصرفية مبتكرة تلبي احتياجات العملاء المتغيرة.
مزايا البنوك الرقمية
وتتمتع البنوك الرقمية بالعديد من المزايا التي تجعلها خيارًا جذابًا للعملاء، تشمل:
• سهولة الوصول: يمكن للعملاء الوصول على الخدمات وتنفيذ معاملات ماليه وغير ماليه دون الذهاب للفرع التقليدية، مما يوفر عليهم الوقت والجهد. ويعزز التفاعل الرقمي بديلا عن المعاملات التقليدية.
• سرعة المعاملات: تُقدم البنوك الرقمية معاملات من خلال المصداقة التقنيات الحديثة مثل التعرف علي الوجه والبصمة ومسح قزحية وشبكية العين.
• رسوم منخفضة: لا تعتمد البنوك الرقمية على انشاء فروع تقليديه مما ينعكس ذلك علي تفادي تكاليف الفروع والعمالة وخيرها مما يتيح ذلك لتقديم الخدمات برسوم منخفضه للعميل.
• خدمات مبتكرة: تُقدم البنوك الرقمية خدمات مبتكرة لم تكن متاحة في البنوك التقليدية، مثل خدمات إدارة الثروات الشخصية والخدمات المصرفية للشركات الصغيرة.
• تحسن تجربه العميل: توفر البنوك الرقمية معاملات سلسله ومريحه دون الحاجة الي زيارة الفرع مما يعزز الولاء ويشجع على استخدام خدماتها بشكل مستمر ومتكرر وبالتالي ينعكس بالإيجاب علي تعزيز الشمول المالي بتوفير خدمات ماليه وغير ماليه للفراد والشركات قد يكونوا بعديين عن الخدمات التقليدية المقدمة من قبل القطاع المصرفي.
التحديات التي تواجهها البنوك الرقمية في مصر
ولكن على الرغم من هذه المزايا، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها البنوك الرقمية في مصر، تشمل:
• الأمان: تُعدّ مسألة الأمان من أهم التحديات التي تواجهها البنوك الرقمية، حيث يجب عليها حماية بيانات العملاء من هجمات القرصنة الإلكترونية.
• العامل البشري: يعتبر توفير عامل بشري بكفائه وخبرات مميزه من التحديات الهامة لأنه العنصر الأساسي في نجاح رحله التحول الرقمي.
• الوعي والثقة: يجب دعم الثقة للمواطن من خلال حملات التوعية والثقافة الإلكترونية للتعرف علي المزايا التي تُقدمها البنوك الرقمية.
• ثقافه التغيير: العمال على ثقافه التغيير علي مستوي المواطنين والمؤسسات علي الوجه الاخر.
ولكن مع ذلك، أعتقد أن مستقبل البنوك الرقمية في مصر واعد للغاية، وذلك بدعم من:
• دعم الحكومة: تُقدم الحكومة المصرية دعمًا كبيرًا لنمو قطاع التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البنوك الرقمية.
• انتشار الهواتف الذكية: يُساعد انتشار الهواتف الذكية في مصر على تسريع انتشار البنوك الرقمية التي تعتمد بشكل كبير على تطبيقات الهاتف المحمول وبالأخص الشباب بشكل أساسي نظرا لكونهم اكثر وعي وثقه وقدره للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الهاتف المحمول.
وأكد أن حصول بنك مصر على رخصة أول بنك رقمي في مصر هو خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، وسوف تُساهم بشكل كبير في تعزيز الشمول المالي وتطوير القطاع المالي المصري.
يشار إلى أن البنك المركزي المصري قد أصدر في يوليو الماضي قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها، وتضمنت اشتراطات الترخيص للبنوك الرقمية أن يكون المساهم الأكبر مؤسسة مالية ذات سابقة أعمال فى أنشطة مماثلة بنسبة لا تقل عن 30 بالمئة من إجمالي قيمة رأس المال، وألا يقل رأس المال المصدر والمدفوع عن ملياري جنيه مصري فى حالة ممارسة كافة أعمال البنوك باستثناء تمويل الشركات الكبرى، مع إمكانية تمويل تلك الشركات شريطة زيادة رأس المال إلى 4 مليارات جنيه مصري