استعرض الإتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية الصادرة اليوم السبت، دور قطاع التأمين في إدارة مخاطر سلاسل التوريد.
وألقت هذه النشرة الضوء على العلاقة بين إدارة مخاطر سلسلة التوريد والتأمين، وتسلّط الضوء على الأدوار والتحديات والفرص والاتجاهات المستقبلية المهمة في هذه العلاقة الاستراتيجية.
وأكدت النشرة دور التأمين كأحد الأدوات الفريدة التي يمكن للشركات استخدامها للتخفيف من هذه الآثار الضارة، حيث يؤدي دمج التأمين في إدارة مخاطر سلسلة التوريد إلى توزيع مخاطر الخسائر المالية المحتملة ويضمن استمرارية الأعمال وسط الاضطرابات غير المتوقعة.
وأشارت إلى أنه يتطلب البقاء في السوق التنافسية اليوم فهماً متعمقاً للعناصر التشغيلية المختلفة ، ومن أهم تلك العناصر إدارة مخاطر سلسلة التوريد.
وتابعت “قد أدى تعقيد سلاسل التوريد الحديثة و ديناميكيتها إلى خلق نقاط خطر متعددة يمكن أن تؤدي- إذا لم تتم إدارتها بشكل مناسب- إلى تداعيات مالية وتشغيلية شديدة”.
ولفتت إلى أن إدارة مخاطر سلسلة التوريد تشير إلى تنسيق الأنشطة لتوجيه ومراقبة سلسلة التوريد الخاصة بالمنظمة فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة التي قد تنشأ من مصادر مختلفة، مثل العوامل المالية أو التشغيلية أو الخارجية.
وحول أنواع التغطيات التأمينية لمخاطر سلسلة التوريد؛ أوضحت النشرة أنه يمكن تطبيق أنواع عديدة من التأمين على مخاطر سلسلة التوريد المختلفة؛ وتشمل هذه، على سبيل المثال لا الحصر التأمين ضد انقطاع الأعمال، التأمين ضد انقطاع الأعمال الطارئ ، تأمين المسؤولية ، تأمين سحب المنتج ، و التأمين البحري / بضائع.
وحول التفاعل بين التأمين وإدارة مخاطر سلسلة التوريد، أشار النشرة إلى أنه لا يقتصر دور التأمين في إدارة مخاطر سلسلة التوريد على توفير الحماية المالية للمنظمة ضد الخسائر المحتملة، بل إنه يعزز قوة سلسلة التوريد من خلال تحديد المخاطر المحتملة وتحليلها والتخفيف من حدتها قبل أن تتحقق وتقوم شركات التأمين بإجراء تقييمات للمخاطر لتحديد الأجزاء المعرضة للخطر داخل سلسلة التوريد.
ونوهت أن من التحديات الهامة التي قد تواجهها الشركات أثناء دمج التأمين في إدارة مخاطر سلسلة التوريد الخاصة بها هو مدى تعقيد المخاطر التي تنطوي عليها وتنوعها، ويتطلب ذلك فهم أشكال المخاطر المختلفة مثل المخاطر التشغيلية أو المالية أو المتعلقة بالسمعة أو التنظيمية أو حتى الجيوسياسية؛ ومن الأمثلة على ذلك إفلاس المورد، والتغييرات التنظيمية، والإرهاب، والكوارث الطبيعية؛ ويكمن الحل في تطوير فهم شامل لسلسلة التوريد بأكملها وتحديد جميع نقاط الخطر المحتملة.
وتابعت “التحدي الآخر هو التكلفة المرتبطة بالتأمين. فقد تؤدي المناطق أو المواد عالية الخطورة إلى أقساط أكثر تكلفة مما قد يمنع بعض الشركات من الحصول على تغطية تأمينية كافية”.
وأشارت إلى أن التعقيد المتزايد لسلاسل التوريد العالمية أدى إلى ظهور تهديدات عديده مثل الاختراقات الالكترونية، والتقلبات الجيوسياسية، والجوانب المرتبطة بتغير المناخ، واستجابة لهذه المخاطر المتطورة، تعمل شركات التأمين على ابتكار منتجات واسعة الحيلة لإدارة ونقل هذه التهديدات.
ولفتت إلى أنه من خلال التركيز على تغير المناخ على وجه التحديد، تقدّم شركات التأمين خدمات مثل التأمين المعياري وهو الحل المالي الذي يبدأ بدفع التعويضات عندما يتم تجاوز المؤشرات البيئية المحددة مسبقا؛ وهذا يسلط الضوء على الدور الحاسم للتأمين في التخفيف من مخاطر سلسلة التوريد.
وحول إمكانات التأمين في إدارة مخاطر سلسلة التوريد، أوضحت النشرة أنه على الرغم من العقبات القائمة، فإن دمج التأمين في سياق إدارة مخاطر سلسلة التوريد يحقق فوائد عديدة ومنها على سبيل المثال توفير شبكة أمان مالي ضد الأحداث غير المتوقعة، مثل التكاليف المرتبطة بفقدان المنتج أو تلفه والعقوبات الناجمة عن التأخر في التسليم، كما يغطي النفقات المتكبدة نتيجة لاختيار مورّد جديد أو إنشاء خط إنتاج جديد بسبب فشل المورّد.
وأشارت إلى تقدم بعض أنواع التأمين تقييمات شاملة للمخاطر كجزء من إجراءات الاكتتاب و يوفر هذا مراجعة موضوعية لا تقدر بثمن لتهديدات سلسلة التوريد الخاصة بالشركة، مما يساعدها على تحسين ممارسات إدارة المخاطر الداخلية وتعزيز ثقة أصحاب المصلحة؛ بجانب المحافظة على الوضع المالي للشركة وسمعتها، مما يمكنها من طمأنة أصحاب المصلحة بشأن استراتيجياتها القوية لإدارة المخاطر وقدرتها على معالجة الاضطرابات.
وأكد الإتحاد في نشرته على أن المسار الحالي للمشهد العالمي، الذي يتسم بمخاطر تهديدات الأمن الإلكتروني، وظواهر تغير المناخ، والثورة الرقمية الشاملة، سوف يؤثر دائماً على الشركات وعمليات إدارة سلسلة التوريد الخاصة بها.
وتابع: “سيكون التكيف مع هذه التحولات أمراً بالغ الأهمية؛ ويقف التأمين بجميع أشكاله وتغطياته المتطورة، في الخط الأمامي لتمكين الشركات من إدارة هذه المخاطر بشكل أفضل؛ ومن خلال دمج الحلول التكنولوجية المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية وبلوكتشين، تصبح عملية تحديد مخاطر سلسلة التوريد وتقييمها وإدارتها أكثر دقة وتحسينا”.
ونوه أنه يمكن للتأمين عند دمجه في سلسلة التوريد والاستفادة منه بشكل مدروس أن يلعب دوراً محورياً في إدارة مخاطر سلسلة التوريد من خلال زيادة الكفاءة التشغيلية، وتعزيز المرونة، وضمان استدامة الأعمال ونموها في بيئة أعمال دائمة التطور وحافلة بالمخاطر.