استمر ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي دون توقف للجلسة السابعة على التوالي، لتسجل اعلى مستوى تاريخي، وذلك في ظل الدعم الذي يحصل عليه الذهب من تراجع مستويات الدولار الأمريكي بعد شهادة رئيس الفيدرالي أمام الكونجرس الأمريكي يوم أمس والتي زادت من التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية.
ارتفع سعر الذهب الفوري اليوم الخميس بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2161 دولار للأونصة، وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2148 دولار للأونصة ليتداول حاليا عند المستوى 2157 دولار للأونصة.
منذ بداية الأسبوع ارتفع الذهب بنسبة 3.6% وهو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ أكتوبر 2023، ليحقق الذهب مكاسب بمقدار 79 دولار حتى الآن، في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي في أسعار الذهب.
منذ بداية شهر مارس ارتفع سعر الذهب العالمي بنسبة 5.5% ليربح 117 دولار في سعر الأونصة الواحدة، وهو أكبر ارتفاع شهري حتى الآن منذ أكتوبر الماضي.
وجد الذهب العالمي الدعم خلال جلسة الأمس من شهادة رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي، والتي لم تأتي بالجديد بالنسبة للأسواق، فقد أشار أن البنك سيقوم بخفض الفائدة ولكنه ينتظر المزيد من الدلائل على هبوط التضخم بشكل مستدام نحو المستهدف للبنك عند 2%.
وصرح بأول إن تخفيض الفائدة في وقت مبكر جدًا يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة على التضخم، وفي الوقت نفسه فإن الحفاظ على الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما ينبغي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف النشاط الاقتصادي والتوظيف بشكل غير مبرر.
أيضاً صدرت يوم أمس بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي عن شهر فبراير لتظهر ارتفاع الوظائف الجديدة إلى 140 ألف، بينما تم تعديل القراءة السابقة إلى 111 ألف من 107 ألف. كما جاء مؤشر فرص العمل المتاحة في فبراير ليظهر تراجع إلى 8.86 مليون من 8.89 مليون.
تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكي والمتوقع أن تشهد ارتفاع إلى 217 ألف من 215 ألف. وهي بيانات قطاع العمالة الأخيرة التي تصدر قبل تقرير الوظائف الحكومي يوم الجمعة.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي اليوم ليتداول حالياً عند أدنى مستوى سجله يوم أمس وهو الأدنى منذ خمس أسابيع، وذلك بعد أن زادت توقعات الأسواق ببدء الفيدرالي خفض الفائدة في شهر يونيو القادم، لتضع احتمال لذلك بنسبة 77% خلال جلسة الأمس قبل أن يتراجع اليوم إلى 68%.
العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفض يوم أمس بنسبة 1.2% ليسجل أدنى مستوى في 4 أسابيع عند 4.081%، وهو ما ساعد على استمرار ارتفاع الذهب دون تصحيح سلبية لـ 7 جلسات متتالية.
الضعف البيانات الأمريكية أعطى الذهب سببًا للارتفاع، ولكن حجم الحركة في سوق الذهب تبدو أكبر بشكل غير متناسب مع مقدار تراجع البيانات، وربما يكون تأثر الذهب بعمليات الشراء الكبيرة في العقود الآجلة التي بدأت يوم الجمعة الماضية.
هناك دعم كبير يحصل عليه سعر الذهب العالمي يظهر مع أحدث بيانات شراء البنوك المركزية العالمية من الذهب، فقد زادت احتياطيات الذهب الرسمية العالمية بمقدار 39 طنًا خلال شهر يناير بأكثر من ضعف صافي المشتريات لشهر ديسمبر التي كانت عند 17 طنًا، ليعد هذا الشهر الثامن على التوالي من صافي المشتريات بالنسبة للبنوك المركزية.
كان البنك المركزي التركي أكبر مشتري للذهب في يناير حيث زاد حيازاته الرسمية من الذهب بمقدار 12 طنًا. ليرتفع إجمالي مخزونات الذهب إلى 552 طنًا أي أقل بنسبة 6٪ فقط من أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 587 طنًا في فبراير 2023.
بينما قام البنك المركزي الصيني بزيادة حيازاته بمقدار 10 أطنان في يناير، مسجلاً ارتفاع في احتياطي الذهب للشهر الخامس عشر على التوالي. ليصل اجمالي الذهب لدى البنك الآن إلى 2245 طن، أي أعلى بنحو 300 طن عما كانت عليه في نهاية أكتوبر 2022.
أسعار الذهب المحلي
ارتفع سعر الذهب المحلي خلال تداولات الأمس بعد التغير في سعر الصرف الرسمي نتيجة قرار التعويم الذي اتخذه البنك المركزي المصري يوم أمس، والمتوقع أن يستمر التذبذب وعدم الاستقرار في سعر الذهب المحلي خلال هذه الفترة بسبب عدم استقرار تغيرات سعر الصرف وعدم وضوح الطلب.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 3200 جنيه للجرام، ليتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون وذلك بعد أن أغلق جلسة الأمس عند المستوى 3220 جنيه للجرام.
كان سعر الذهب يتداول تحت المستوى 3000 جنيه للجرام قبل قرار التعويم ليقفز بعدها حول المستوى 3150 جنيه للجرام متأثراً بقرار تعويم سعر الصرف وانخفاض الجنيه مقابل الدولار يوم أمس ليصل إلى مستويات 50.85 جنيه لكل دولار.
حالياً وصل سعر صرف الدولار في البنوك إلى 49.70 جنيه لكل دولار حيث أصبح سعر الصرف متغير وفقاً للعرض والطلب بعد أن أنهى البنك المركزي المصري تثبيت سعر الصرف عند مستوى محدد.
هذا وقد صرح رئيس البنك المركزي المصري يوم أمس أن تحرير سعر الصرف هو بداية لعدة إجراءات سيتخذها البنك، وأنه سيتم التدخل في أسواق الصرف إذا لاحظ البنك وجود تذبذبات غير منطقية.
وأشار رئيس المركزي المصري أن لدى البنك حالياً ما يكفي لسداد التزامات الدولة، وأن البنك لم يعد يستهدف الحفاظ على سعر الصرف مجدداً وأصبح تركيز البنك على خفض معدلات التضخم.
وبالنسبة لمستقبل أسعار الفائدة فيرى البنك المركزي أنها تتجه إلى مسار تنازلي على المدى المتوسط، وذلك بعد ان قام البنك في اجتماع استثنائي يوم أمس برفع الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس لتصل إلى 27.25 لعائد الإيداع و28.25% لسعر الإقراض لليلة واحدة و27.75% لسعر العملية الرئيسية.
وقد صرحت شعبة المجوهرات أن قرار البنك المركزي يعمل على عودة تسعير الذهب إلى مستوياته الطبيعية ومن شأنه أن يقضي على المضاربات.
من جهة أخرى تم الإعلان يوم أمس عن توقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي بموجبه يرتفع قيمة القرض إلى 8 مليار دولار بعد أن كان بقيمة 3 مليار دولار، مع إمكانية حصول مصر على قرض آخر بقيمة 1.2 مليار دولار من صندوق الاستدامة البيئي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استمر ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي لتسجل أعلى مستوى تاريخي خلال جلسة اليوم الخميس وتشهد ارتفاع للجلسة السابعة على التوالي، وذلك بدعم من بيانات الوظائف الضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي يوم أمس وشهادة رئيس الفيدرالي أمام الكونجرس الأمريكي الأمر الذي زاد من التوقعات بخفض الفائدة في يونيو القادم ودفع الدولار إلى أدنى مستوياته في 5 أسابيع.
ارتفع سعر الذهب المحلي يوم أمس بعد قرار تعويم سعر الصرف ورفع الفائدة من قبل البنك المركزي المصري بمقدار 600 نقطة أساس دفعة واحدة، ليتوافق مع التسعير الجديد للدولار في البنوك الرسمية بعد أن اختفت الفجوة بين سعر السوق الموازي والسعر الرسمي، وبشكل عام يبقى التذبذب هو المسيطر على تحركات الذهب في ظل بحث الأسواق عن الاستقرار.
سجل سعر الأونصة العالمية ارتفاع اليوم ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2161 دولار للأونصة، وذلك على الرغم من التشبع الكبير في الشراء الذي يظهر على مؤشرات الزخم، ويستهدف السعر حالياً منطقة المستوى 2175 – 2180 دولار للأونصة.
الذهب يبحث عن نقطة انعكاس ليبدأ منها تصحيح سلبي تنتظره الأسواق بشكل كبير بعد أن ارتفع الذهب 7 جلسات متتالية بدون تصحيح، وإذا بدأ التصحيح ستكون الأهداف المبدئية عند 2140 ثم 2120 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فقد قفز السعر قرابة 170 جنيه للجرام عيار 21 من المستوى الذي أغلق عنده قبل قرار التعويم عند 2980 جنيه للجرام ليبدأ التداول بعد التعويم حول مستويات 3150 جنيه للجرام، وذلك قبل أن يستمر في الارتفاع بعدها ليغلق تداولات الأمس عند 3220 جنيه للجرام.
الفترة الحالية قد تشهد تذبذب وعدم استقرار في سعر الذهب بسبب التغيرات المستمرة في سعر الصرف، بالإضافة إلى عدم وضوح الطلب على الذهب حالياً، ولكن اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام قد يزيد من فرص صعود السعر.